وصل إجمالي قيمة المساعدات الخارجية التي قدمتها دولة الامارات العربية المتحدة، خلال الفترة منذ بداية عام 2021 حتى منتصف غشت الماضي، نحو 13 مليار درهم، مما بوأها منذ سنوات، المراكز الأولى عالمياً، ضمن أكبر الجهات المانحة للمساعدات الخارجية في العالم، قياساً إلى دخلها القومي. ورامت الامارات من خلال هذه المساعدات الخارجية، توفير الدعم الإنساني والخيري، لعدد من البلدان العربية والآسيوية والأفريقية والغربية، التي تعاني من أزمات، أو التي تأثرت كثيرا بتداعيات جائحة "كوفييد19″، في تجسيد واضح لاستراتيجية الدعم الإماراتي للمشاريع والاحتياجات الإنسانية حول العالم. خصوصيات هذه المساعدات الإنسانية تكمن في كونها، لا ترتبط بأجندات سياسية معينة، أو املاءات محددة، بل هدفها انساني محض، اذ لا ترتبط بالتوجهات السياسية للدول المستفيدة منها، ولا البقعة الجغرافية، أو العرق، أو اللون، أو الطائفة، أو الديانة. كما تتميز هذه المساعدات الإنسانية والخيرية الإماراتية بكونها تشمل مجموعة واسعة من المجالات والقطاعات، مثل البرامج العامة والقطاع الصحي وقطاع التعليم، والسلع الغذائية والخدمات الاجتماعية، وغيرها من المجالات، ما يعكس تنوع تلك المساعدات، واستجابتها لطبيعة احتياجات الدول المستهدفة. وتتسق هذه المساعدات الخارجية الإماراتية مع واحد من أهداف الأممالمتحدة للتنمية المستدامة، وهو القضاء ومكافحة الفقر على الصعيد العالمي، حيث تدعم دولة الإمارات، تنفيذ هدف القضاء على الفقر، الذي يعد من أهم أهداف التنمية المستدامة على الصعيد الدولي، عبر العديد من المؤسسات الممولة من قبل الحكومة، التي تعمل على توفير المساعدات التنموية والخيرية والإنسانية عبر العالم. في هذا الصدد، يضطلع صندوق أبوظبي للتنمية، بأدوار مهمة في تحقيق إنجازات نوعية، شملت مختلف المجالات، وأسهمت في بناء ودعم اقتصادات الدول النامية. بلغة الأرقام، وصلت قيمة القروض الميسرة التي قدمها الصندوق للدول النامية لغاية يونيو 2022، نحو 58.12 مليار درهم، والمنح الحكومية 59.30 مليار درهم، محققاً بذلك تمويلات إجمالية بقيمة 117.42 مليار درهم، خصصت لتنفيذ وتطوير مشاريع استراتيجية، ساهمت في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية لمجتمعات 103 دول من مختلف قارات العالم. كما نجد ضمن المؤسسات الداعمة للعمل الخيري والإنساني الامارات، "مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية"، المنخرطة بقوة في تحقيق أهداف الأممالمتحدة للتنمية المستدامة 2030، التي تتوافق تماماً مع المحاور الخمسة الرئيسة للمؤسسة، والمتمثلة في المساعدات الإنسانية والإغاثية، والرعاية الصحية ومكافحة الأمراض، ونشر التعليم والمعرفة، وابتكار المستقبل والريادة، وتمكين المجتمعات. وفي هذا الاطار، بلغ حجم إنفاق المؤسسة التي ينضوي تحت رايتها 30 مؤسسة ومبادرة، خلال العام الماضي، 1.1 مليار درهم، أو ما يعادل 300 مليون دولار، وأحدثت تغييراً فاعلاً في حياة 91 مليون إنسان في 97 دولة.