خلفت مواجهات عنيفة إندلعت نهاية الأسبوع، بين عشرات الرعاة الرحل ومجموعة من السكان القاطنين بدواويير ضواحي مدينة تارودانت ، عددا من الجرحى والمصابين، نقلوا على وجه السرعة للمستشفى الإقليمي لتلقي العلاجات الضرورية، بعد حضور وتدخل السلطات الأمنية التي قامت بفض النزاع قبل أن يتطور. وبحسب مصادر محلية، فإن سبب النزاع ، راجع إلى أن الرعاة الرحل لم يحترمون أملاك السكان، وقاموا بتوجيه رؤوس الماشية والإبل للرعي فوق أراضي المواطنين التي تضم مزروعات بورية، وهو ما أغضب السكان، وجعلهم يقاومون "توغل" الرعاة فوق أراضيهم والدخول معهم في مواجهات. فتيل المواجهات الذي ازداد في الشهور الماضية، بين الرعاة الرحل والساكنة بعدة مناطق بسوس ماسة، يرجعه عقيق إدريس، المنسق الإقليمي، لنقابة الفلاحين الصغار، بتارودانت، إلى تنزيل مجموعة من البنود التي جاءت في مرسوم رقم 113.13 المتعلق بالترحال الرعوي وتهيئة وتدبير المجالات الرعوية والمراعي الغابوية، والذي "جعل الرعاة يستبيحون مجموعة من الأراضي في جهة سوس ماسة، ويدخلون في نزاعات مع الساكنة الذين توارثوا تلك الأراضي أبا عن جد". وأوضح المتحدث، في تصريح لموقع "الدار" أن ائتلاف تنسيقية أدرار المحلية بجهة سوس ماسة، سبق ووجه عدة رسائل للمسؤولين الاقليميين والوطنيين حول هذا الموضوع، كما نظم العديد من الوقفات والاحتجاجات لرفع الحيف على الساكنة المتضررة. وكشف المصدر ذاته، باستياء كبير حجم الضرر الذي يلحق السكان بسبب الرعي الجائر الذي تعاني منه عدد من مناطق جهة سوس ماسة، والأحداث المؤسفة التي رافقتها مؤخرا بعدة جماعات بتيزنيت و اشتوكة أيت باها وتارودانت. مطالبا بالتدخل العاجل للسلطات العمومية المعنية لوضع حد لهذا الاحتقان وإنصاف جميع المتضررين سواء كانوا سكان أو فلاحين. وطالب أيضا، بإيقاف العمل بالمرسوم السابق الذكر وإعادة النظر في بعض بنوده، مشيرا أن المرسوم يخص الأراضي الصحراوية والشبه الصحراوية، وليس الأراضي البورية التي تتميز بها عدد من المناطق بإقليمتارودانت، التي تتعرض لما وصفه ب"الهجوم" من لدن الرعاة الرحل. يذكر أن المواجهات التي عرفتها عدة مناطق بجهة سوس ماسة، سجلت بجماعة الكدية البيضاء ضواحي أولاد تايمة و أخرى بمنطقة "تسكدلت" الجبلية، بتارودانت، كما تم تسجيل مواجهات بين الرعاة والسكان بسيدي بولفضايل الواقعة بالنفوذ الترابي للجماعة الترابية أربعاء الساحل إقليمتيزنيت، أول أمس السبت.