وقع المغرب وجمهورية النمسا، اليوم الجمعة بالرباط، على مذكرة تفاهم تهم تعزيز التعاون الثنائي في مجال الحوار الديني. وتهدف الاتفاقية التي وقعها كل من السيد أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، والسيدة تيريزا أندجين، نائبة الوزير الاتحادي للشؤون الأوروبية والدولية بجمهورية النمسا، إلى تطوير وتوسيع التعاون الثنائي في مجال الحوار بين الثقافات والأديان، وذلك من خلال تحديد شركاء الحوار على المستوى الحكومي والجامعي، وكذا على مستوى المجموعات الدينية الرسمية والمجتمع المدني. كما تروم المذكرة إحداث منصة مخصصة لتعزيز الفهم المشترك بين هؤلاء الشركاء، علاوة على تعزيز التعاون مع أكاديميين وخبراء من الجانبين بهدف توسيع المنصة الجامعية في مجال الحوار بين الثقافات والأديان. ومن بين أهداف المذكرة أيضا، إعداد خارطة طريق وأجندة للحوار بين الثقافات والأديان، إضافة إلى دراسة إمكانية نشر نتائج ومنجزات الحوار الثقافي والديني الثنائي، ودعم شركاء الحوار، وتقاسم المعطيات الخاصة بالمبادرات المحلية والوطنية التي تشجع على الحوار بين الثقافات والأديان. وسيعمل الجانبان على إحداث فريق عمل مشترك من أجل تنفيذ مذكرة التفاهم هاته وتحقيق الأهداف المرجوة منها. وفي تصريح صحفي بالمناسبة، أعربت السيدة أندجين عن إعجابها بالنموذج المغربي في تدبير الشأن الديني، مشددة على ضرورة التعريف بهذا النموذج في أوروبا "لأن هناك الكثير لنتعلمه منه". كما أشادت المسؤولة النمساوية بالغنى المؤسساتي والثقافي للمغرب، معربة عن رغبتها في تعزيز التعاون الثنائي مستقبلا في مجالات الأدب والعلوم والحوار بين الثقافات والأديان. وتوقفت السيدة أندجين عند التاريخ العريق للعلاقات المغربية النمساوية، موضحة أن البلدين سيخلدان السنة المقبلة 240 سنة من علاقات الصداقة والتعاون التجاري، مضيفة بالقول " نحن متشبثون بالحفاظ على هذه التعاون المثمر وتعزيزه بمبادرات جديدة". من جانبه، قال السيد التوفيق إن التوقيع على هذه الاتفاقية يشكل بداية مهمة لتعاون مستقبلي أوسع بين البلدين في المجالات المرتبطة بالشؤون الدينية، خاصة وأن 10 في المئة من ساكنة النمسا هم من المسلمين، وأن هذا البلد يعترف بالديانة الإسلامية كديانة رسمية منذ 1912. وأشار الوزير إلى أن كل هذه العوامل تهيئ الظروف لتعاون ثنائي مثمر حول قضايا الهوية والتدين والإيمان التي تسجل عودة قوية إلى الواجهة في القارة الأوروبية، مشددا على أن التعاون وتبادل التجارب والخبرات في هذه المجالات يحظى بأهمية بالغة. المصدر: الدار-وم ع