بدأ الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن اللذان يتواجهان في 24 نيسان/إبريل في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، أمس الاثنين، حملة محمومة لإقناع الناخبين غير المتحمسين لهذه المواجهة والذين لا يمكن توقع ردة فعلهم. وركّز المعسكران على أهمية الأسبوعين المقبلين قبل الدورة الثانية من الانتخابات الفرنسية التي تتوقع استطلاعات الرأي فوز الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون فيها بفارق أصغر بكثير من الفارق بينه وبين لوبان في انتخابات 2017. وقال الناطق باسم الحكومة غابريال أتال عبر إذاعة «فرانس انتر» أمس الاثنين، «هذا الفوز يجب أن نعمل بجهد لتحقيقه، لأن الأمر غير محسوم». وكان ماكرون الذي دخل معترك الانتخابات متأخراً، تعرض لانتقادات لأنه لم يخض حملة فعلية في الدورة الأولى. وبعيد ذلك قال جوردان بارديلا رئيس التجمع الوطني الذي تتزعمه لوبان: إنه على ثقة أن مرشحة اليمين المتطرف ستتلقى دعماً في صفوف «نسبة 70 %» صوتت ضد الرئيس المنتهية ولايته. ويتعين على ماكرون ولوبان حشد الناخبين فيما طبعت نسبة امتناع كبيرة بلغت 25.14 % الدورة الأولى مع انهيار تام للحزبين الرئيسيين في الجمهورية الخامسة اللذين سجلا أسوأ نتيجة في تاريخهما مع حصول الديغولية بيكريس الفائزة بالانتخابات التمهيدية لليمين الفرنسي في الخريف الماضي على أقل من 5 % من الأصوات، والاشتراكية إيدالغو على أقل من 2 %. وسيضع المتأهلان إلى الدورة الثانية نصب أعينهم خصوصاً استمالة ناخبي مرشح اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشوسن الذي حل ثالثاً بحصوله على 22 % من الأصوات تقريباً بفارق بسيط عن لوبان وبات يظهر في موقع الحكم. وشدد ميلانشون زعيم «فرنسا المتمردة» مراراً الأحد على ضرورة عدم تجيير «أي صوت» لليمين المتطرف من دون أن يدعو صراحة إلى التصويت لمصلحة ماكرون. وأمس الاثنين، خرجت الصحف الفرنسية بعناوين عريضة منها «المبارزة الجديدة» أو «المواجهة» المرتقبة في الدورة الثانية من الانتخابات. وجاء في عنوان صحيفة «لو باريزيان» بنسختها الوطنية، «مباراة الإياب» مع ترجيح فوز ماكرون، كما في مباريات كرة القدم. وكتب أليكسي بريزي في «لو فيغارو» إن «مباراة ماكرون- لوبان، مباراة الإياب التي يبدو أن الفرنسيين لم يرغبوا بها، ستحصل بالفعل». وتأسّفت الصحف اليسارية على نتائج الدورة الأولى، فكتبت صحيفة «ليبيراسيون» في عنوانها الرئيسي «هذه المرة، الوضع خطر جداً». وفي صحيفة «لو تيليغرام»، اعتبر اوبير كودوريي أن «المشكلة بالنسبة» لماكرون «الذي ساهم في انفجار المشهد السياسي، هي معرفة الطرف الذي يجب الاعتماد عليه في الدورة الثانية»، مضيفاً أن الإليزيه في «متناول يد» مارين لوبان «في حال لم ترسب في الامتحان الشفهي خلال مناظرة» المتأهلين للدورة الثانية.