جرت اليوم الجمعة فاتح أبريل بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس فعاليات المناظرة الجهوية السادسة حول المخطط الوطني لتسريع منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار. و تندرج هذه المناظرة، في إطار المقاربة التشاركية لبلورة المخطط الوطني لتسريع منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار في أفق سنة 2030، والتي تروم تمكين المملكة من التوفر على جامعات متجددة ومستدامة ومتكيفة مع حاجات الطلبة والمجالات الترابية. في كلمته الافتتاحية ، أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي، أن هذه المناظرة الجهوية فرصة للاطلاع على أهم مخرجات اللقاءات التشاورية التي تم تنظيمها مع مختلف الفاعلين بالجهة، معتبرا أنها فرصة سانحة للوقوف على الدور الهام الذي قد تضطلع به الجامعة من حيث تعبئة إمكانات الجهة وتثمين مواردها خدمة لأهداف التنمية الشاملة والمستدامة. وأوضح أن المخطط الوطني لتسريع تحول نظام التعليم العالي والبحث العلمي و الإبتكار، يستمد مرجعيته من النموذج التنموي الجديد ويسعى لتفعيل اولويات البرنامج الحكومي ذات الصلة بتعزيز الرأس مال البشري ببلادنا، باعتباره ركيزة أساسية للارتقاء بالمغرب نحو مزيد من الرقي والازدهار والتقدم تحت القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وتابع الوزير أن الخيارات الاستراتيجية الكبرى التي تؤسس للمسار التنموي الجديد للمغرب، تستدعي إعطاء أولوية كبرى لإعداد الرأسمال البشري، ليس فقط من أجل تسريع وتيرة النمو الاقتصادي عبر مواكبة حاجيات القطاعات الإنتاجية من حيث الكفاءات، بل أيضا من أجل إدماج المغرب في مجتمع المعرفة مع ما يترتب عن ذلك من ترسيخ لتنافسية الاقتصاد الوطني في ظل سياق دولي يتسم بحدة المنافسة، وتعزيز أسس العيش المشترك وتقوية الرابط الاجتماعي فضلا عن النهوض بالقيم المجتمعية. وأكد الوزير أن المخطط الوطني لتسريع منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، الذي يؤسس لرؤية استراتيجية لمغرب الغد، ينبني على أربعة محاور استراتيجية، تتمثل في عرض تكويني يكرس التمكين والتميز ويواكب متطلبات العصر، وبحث علمي بمعايير دولية يستند على الأولويات التنموية الوطنية، وجيل جديد من الشراكات بين الجامعة والجهة والنسيج السوسيو-اقتصادي قصد التعبئة الشاملة لإمكانات المجالات الترابية، وتجويد حكامة المؤسسات الجامعية والرفع من نجاعتها. وأكد ميراوي في الختام، أن تنزيل أهداف هذا المخطط يستدعي إرساء نموذج جديد للجامعة المغربية وعلى جيل جديد من الشراكات بين الجامعة والفاعلين المؤسساتيين بالجهة والقطاع الخاص وفعاليات المجتمع المدني، معتبرا أن بلوغ الطموح المنشود للمخطط الوطني يستدعي العمل سويا على إرساء أقطاب جامعية مندمجة وبمعايير دولية، تشكل منارة للمعرفة وركيزة أساسية للدفع قدما بمسلسل التنمية . وفي ختام أشغال المناظرة تم توقيع عدد من اتفاقيات تعاون بين الجامعات الخمس المتواجدة بجهة فاسمكناس، ومجلس جهة فاسمكناس، و المركز الجهوي للاستثمار فاسمكناس ، واتحاد مقاولات المغرب جهة فاسمكناس، الى جانب إتفاقية أخرى بين جامعة الأخوين و المجلس الإقليمي إفران. وضم برنامج هذه المناظرة الجهوية، أربع ورشات تناولت محاور مختلفة، وهي " الإدماج الترابي والتنمية الجهوية المندمجة " ، و " الإدماج الاقتصادي والقدرة التنافسية "، و " الإدماج الاجتماعي والتنمية المستدامة" ، و "التميز الأكاديمي و العلمي ".