كتب موقع "مودرن دبلوماسي"، أن قضية الصحراء المغربية وصلت إلى منعطف تاريخي"، مشيرا الى أن "دعم إسبانيا لمبادرة الحكم الذاتي يعزز الزخم الدولي للاعتراف بسيادة المملكة المغربية على كافة أقاليمها الجنوبية". وأشار الموقع الإخباري الأمريكي، إلى أن " إسبانيا وضعت حدا لحيادها في النزاع المصطنع حول مغربية الصحراء من خلال إعلان دعمها لمبادرة الحكم الذاتي"، مضيفا أن " الرسالة التي بعث بها بيدرو سانشيز إلى الملك محمد السادس، وكذلك التصريحات المختلفة للحكومة الإسبانية، التي ينضاف إليها بلاغ وزارة الخارجية المغربية، تؤكد تحسن العلاقات بين المغرب وإسبانيا". وتحدث ذات المصدر، عن " الاستراتيجية الجديدة للدبلوماسية المغربية، المبنية على "الوضوح"، كما جاء في خطاب الملك محمد السادس ل6 نونبر الماضي"، مبرزا أن " الرباط فرضت شرطًا لا غنى عنه لتطبيع العلاقات مع مدريد، وهو تغيير موقفها من الصحراء المغربية، كما جاء في تصريح للناطق الرسمي باسم الحكومة الاسبانية، مصطفى بايتاس، في 20 يناير الماضي، حينما أكد أن " المغرب بحاجة إلى "قدر كبير من الوضوح". بالنسبة للعديد من المراقبين، يعد دعم إسبانيا لمبادرة الحكم الذاتي "انتصارًا دبلوماسيًا كبيرًا" حققه المغرب بفضل الإشراف الشخصي للملك محمد السادس. في الخطاب الملكي ل 20 غشت 2021، ذكر العاهل المغربي، أيضًا، بالمفاوضات بين المغرب واسبانيا، التي كان يتابعها شخصيا"، وأكد بأن " الهدف لم يكن فقط إيجاد مخرج من هذه الأزمة، ولكن أيضًا اغتنام الفرصة لإعادة تحديد القواعد والمعايير التي تحكم هذه العلاقات". والآن بعد أن أنهت مدريد الخلاف الدبلوماسي مع الرباط، من المقرر عقد اجتماع رفيع المستوى بين المغرب وإسبانيا في الأسابيع المقبلة، قد تتمخض عنه إعادة فتح المعابر الحدودية لمدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، والتي تم إغلاقها في 2018 و 2019. الدعم الهائل من الجانب الاسباني، للوحدة الترابية للمملكة المغربية، انضاف اليه تعليق الدبلوماسية الأمريكية الذي لم يمض عليه وقت طويل، حيث قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية في تصريح لوكالتي "إي إف إي" و "يوروبا برس" الإسبانيتان، إن "واشنطن تتقاسم مع إسبانيا موقفها من قضية الصحراء المغربية". و كما وصفت السفيرة الأمريكية لدى إسبانيا، جوليسا رينوسو بانتاليون، المبادرة المغربية للحكم الذاتي بأنها "واقعية وجدية"، مؤكدة دعم بلادها لمبادرة المغرب لحل النزاع المصطنع حول مغربية الصحراء، خلال ظهورها على الإذاعة الإسبانية". أدى تطور العلاقات بين المغرب وإسبانيا، أيضًا إلى رد فعل الاتحاد الأوروبي. المتحدثة باسم الاتحاد الأوروبي نبيلة مصرالي، ترى أن " هذا الموقف الاسباني الجديد لا يمكن إلا أن يكون "مفيدًا لتفعيل الشراكة الأوروبية المغربية ككل". وأوضحت نبيلة مصرالي، أن " الموقف الأوروبي يتماشى مع موقف الأممالمتحدة"، معتبرا أن " المبادرة المغربية للحكم الذاتي هي الحل الأكثر مصداقية وواقعية وقابل للتطبيق للنزاع المصطنع حول الصحراء المغربية". هذا تحول تاريخي في العلاقات بين دول جنوب البحر الأبيض المتوسط. بعد فرنسا وألمانيا ومؤخرا، إسبانيا، هل ستدعم دول أوروبية أخرى مبادرة الحكم الذاتي المغربية؟