من جديد وجد النظام العسكري الجزائري، نفسه في مأزق حقيقي بعد أن اكتوي بنار الرئيس الفرنسي، امانويل ماكرون، الذي كشف عورة هذا النظام الجاثم على صدور الجزائريين منذ عقود. تصريحات الرئيس الفرنسي لم تكن مجرد تصريحات عادية بالنظر الى الوزن السياسي، وكذا الاقتصادي لفرنسا، و بالنظر، أيضا للعلاقات التي تربطها مع الجزائر، وبالتالي فقاطن قصر "الايليزيه" يدري جيدا أكثر من غيره الأزمة الداخلية العميقة التي يتخبط فيها جنرالات قصر "المرادية"، وهو ما جعله يصف النظام العسكري الجزائري ب"المتعب" وبأن لا مشكلة له مع الشعب الجزائري اطلاقا". الرئيس الفرنسي، وهو يتحدث، أول أمس الخميس، الى 18 شابا فرنسيا، ذوي الأصل الجزائري ومزدوجي الجنسية، وبعض الجزائريين، لمناقشة قضية "مصالحة الشعوب"، اختار كلماته بعناية، وهو ما جعله يؤكد أمام الجميع بأنه " لا يتحدث عن المجتمع الجزائري في أعماقه، ولكن عن النظام السياسي العسكري الذي تم بناؤه على هذا الريع المرتبط بالذاكرة". والملاحظ في كلام الرئيس الفرنسي هو أنه لم يحمل مسؤولية ما آلت اليه الأوضاع الداخلية في الجزائر الى الرئيس الفرنسي، بل الى النظام العسكري، عندما قال "أنا شخصيا كان لي حوار جيد مع الرئيس تبون، لكنني أرى أنه عالق داخل نظام صعب للغاية"، وهي حقيقة أصبح الجميع على علم بها لكون العسكر هو الآمر والناهي في الجزائر. معطى آخر أكد عليه الرئيس الفرنسي، وهو "الحراك الشعبي"، الذي أطاح بالرئيس الجزائري الراحل، عبد العزيز بوتفليقة، والذي لازالت شرارته مستمرة في شوارع البلاد، اذ أكد أن "الحراك أضعف النظام العسكري الجزائري، وذلك على عكس ما يحاول هذا النظام ترويجه. العداء الذي يكنه النظام العسكري الجزائري الى عدد من البلدان وعلى رأسها المغرب، تحدث عنه الرئيس الفرنسي، أيضا، اذ أكد ماكرون أن " النظام الجزائري هو من يغذي العداء تجاه فرنسا، وذلك في رده على مداخلة شابة من المشاركين في اللقاء، أكدت فيها أن "الشباب الجزائري ليس لديهم "كراهية" تجاه فرنسا. تصريحات الرئيس الفرنسي، امانويل ماكرون تجاه الجزائر، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن بنية العقل العسكري الشمولي للنظام الجزائري المفلس"؛ وصل صداها الى قصر "الايليزيه"، وبأن الأوضاع الداخلية المتدهورة على جميع الأصعدة في الجزائر وصل صداها، أيضا الى فرنسا، كما أن الماكينة الإعلامية المضللة لكبرانات الجزائر فشلت فشلا ذريعا في حجب الحقائق المرة للأوضاع الداخلية في الجزائر، وبأن استسهال دور الحراك الشعبي، لم يعد يجدي.