تتجه أنظار عشاق كرة القدم حول العالم، مساء اليوم الجمعة، صوب روما، التي تحتضن مباراة افتتاحية لكأس أوروبا "يورو 2020″، والتي يتوقع أن تكون مليئة بالمفاجآت وتواكبها الكثير من التوقعات والتحليلات. ولأن الأمر يتعلق ببطولة ليست كغيرها من البطولات، تتواصل الاستعدادات لحفل افتتاح هذه التظاهرة القارية مساء اليوم في الملعب الأولمبي بالعاصمة روما على الساعة التاسعة مساء بالتوقيت المحلي والسابعة بتوقيت غرينتش، وذلك على الرغم من وباء فيروس كورونا الذي فرض نفسه ضيفا ثقيلا على هذا العرس الكروي. وبحسب صحيفة "كورييري ديلا سيرا"، فإن الملعب الأولمبي الذي سيحتضن مباراة مثيرة بين إيطالياوتركيا، سيستقبل هذا المساء العديد من الشخصيات، من بينها الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، ورئيسة مجلس الشيوخ إليزابيتا كاسيلاتي، ورئيس البرلمان الأوروبي ديفيد ساسولي، بالإضافة إلى رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) جياني إنفانتينو، ورئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ألكسندر تشيفرين. وكتبت الصحيفة الإيطالية أن "البلد لديه رغبة جنونية في أن يكون سعيدا أخيرا"، مضيفة "لن تكون بطولة مثل البطولات الأخرى، سيكون هناك المزيد من المشاكل لحلها. لكن في جوانب أخرى ستكون أكثر جمالا". وسيقام حفل الافتتاح قبل انطلاق المباراة وسط إجراءات صحية وسيكون نجمه التينور أندريا بوتشيلي، مع ظهور افتراضي لمارتن غاريكس، وبونو و"ذي إيدج". وسيكون حاضرا في الملعب أسطورتا إيطاليا أليساندرو نستا وفرانتشيسكو توتي أيضا لتحريك كرة بداية البطولة التي تحمل اسم "أونيفوريا"، حيث تم دمج كلمتي الوحدة (يوني) والنشوة (فوريا)، لتلخص بذلك ما تعد به البطولة. وفي مدرجات الملعب الأولمبي سيتابع المباراة الافتتاحية بين المنتخب الإيطالي ونظيره التركي ضمن المجموعة الأولى، ما بين 15 و16 ألف مشجع، أي حوالي 25 بالمائة من الطاقة الاستيعابية للملعب التاريخي. وللمشجعين الذين سيتابعون معشقوتهم خارج الملعب وضعت في العاصمة الإيطالية شاشتان عملاقتان في ساحة "بياتسا ديل بوبولو"، بالإضافة إلى تخصيص أماكن أخرى لمتابعة المباراة. وعلى أرض الملعب، يأمل المنتخب الإيطالي في الارتقاء الى مستوى التوقعات وتعويض غيابه الصاعق عن نهائيات مونديال روسيا 2018، مع طموح وطني بأن يذهب رجال المدرب روبرتو مانشيني حتى النهاية والفوز باللقب القاري للمرة الثانية في تاريخ "لا سكودرا أتزورا". وقال مدافع يوفنتوس ليوناردو بونوتشي إنه "كنا ننتظر منذ عام لبدء هذه المغامرة، يجب أن نكافح لإعادة إيطاليا إلى حيث تستحق أن تكون". وتشكل بطولة كأس أوروبا أول تحد للمنتخب الأزرق الشاب لإثبات صلابته وطموحه، بدءا من مباراة الافتتاح، على أمل ذهاب أبطال العالم أربع مرات حتى النهائي وإحراز كأس أوروبا للمرة الثانية بعد عام 1968 على أرضهم. وبعد إخفاقها في التأهل إلى المونديال للمرة الأولى في 60 عاما، استعادت إيطاليا بريقها، بفعل تصفيات رائعة حققت خلالها عشرة انتصارات كاملة، كما تأهلت إلى نصف نهائي دوري الأمم في أكتوبر حيث تلاقي إسبانيا. وأنهت إيطاليا تحضيراتها لنهائيات كأس أوروبا، بأفضل طريقة من خلال الفوز الكبير على ضيفتها تشيكيا 4-صفر الجمعة الماضية، في مباراة ودية أقيمت في بولونيا. ويشيد المراقبون بتطور مستوى المنتخب الإيطالي منذ أن تولى روبرتو مانشيني (56 عاما) المهمة في ماي 2018. وتدين إيطاليا بقيادة مانشيني بفوزها السابع تواليا، منذ تغلبت على بولندا 2-صفر في نونبر ضمن دوري الأمم الأوروبي، وبحسمها مواجهتها الأولى مع تشيكيا منذ تغلبها عليها 2-1 في شتنبر 2013 ضمن تصفيات مونديال 2014، إلى تشيرو إيموبيلي (23) ونيكولا باريلا (42) ولورنزو إنسينيي (66) ودومينيكو بيراردي (73) الذين سجلوا الأهداف الأربعة. وبمقدور المنتخب الإيطالي لعب دور الحصان الأسود في نهائيات "يورو 2020″، بحسب مراقبين، بفضل أسلوب مدربه روبيرتو مانشيني المعتمد على التمرير السريع، وهو ما يجعل من المنتخب الأزرق مرشحا لخلق المفاجأة. وبالنظر لتاريخ مواجهات المنتخبين على المستوى الرسمي، نجح المنتخب الإيطالى في الحفاظ على سجله خاليا من الهزائم أمام تركيا على مر التاريخ، وذلك في عشرة مواجهات سابقة جمعت بينهما في مختلف البطولات، حيث حققت فيها إيطاليا سبعة انتصارات بالإضافة إلى ثلاث تعادلات. لكن بالرغم من عدم خسارتها أمام خصمها تركيا، قد تواجه إيطاليا ودفاعها خطر المهاجم التركي المخضرم، براق يلماز. وفي حال فوزها في المباراة الافتتاحية، ستنطلق إيطاليا بقوة لخوض منافسات هذه البطولة وكلها إصرار على الوصول إلى النهائي في العاصمة البريطانية لندن في 11 يوليوز المقبل وكتابة فصل جديد في تاريخها الكروي. المصدر: الدار- وم ع