إنها "رغبة مجنونة في أن نكون سعداء أخيرا "... مع عودة الجماهير الى الملاعب، تنطلق كأس أوروبا لكرة القدم الجمعة من روما في بمباراة افتتاحية مثيرة بين تركياوإيطاليا. مسابقة تعد بأن تكون احتفالية على الرغم من وباء فيروس كورونا الذي فرض نفسه ضيفا ثقيلا على البطولة القارية حتى قبل أن تتدحرج بعدما طال لاعبين في منتخبي إسبانيا والسويد، وهو الذي أدى الى تأجيل النهائيات لعام بعدما كانت مقررة في صيف 2020. ورغم أن خطره سيبقى بالتأكيد حتى الوصول الى المباراة النهائية المقررة في 11 تموز/يوليوز على ملعب "ويمبلي" في لندن، فإن الاتحاد الأوروبي "ويفا" أعلن عن صيف احتفالي في مدرجات 11 مدينة ودولة مضيفة للحدث الذي يحتفل بالذكرى الستين لانطلاق المسابقة. وبعنوان موحد "ها نحن ننطلق!"، خرجت صحيفتا "غارديان" و"تايمز" البريطانيتان، فيما أعربت صحيفة "أس" الرياضية الإسبانية عن حماسها بشأن "يورو النجوم". أما صحيفة "كورييري ديلو سبورت" الرياضية الإيطالية فقررت الخروج بعنوان مع وحي الوباء، داعية الى "اسقاط الكمامات"، لكنها "ليست دعوة للمخالفة (القواعد الصحية)، بل لإظهار الوجه الأصيل والجديد للبلاد، وكذلك وجه المنتخب الوطني الذي يمثلها". ورأت الصحيفة الإيطالية الأخرى "كورييري ديلا سيرا" أن "البلد لديه رغبة جنونية في أن يكون سعيدا أخيرا "، مضيفة "لن تكون مسابقة مثل المسابقان الأخرى، سيكون هناك المزيد من المشاكل لحلها. لكن في جوانب أخرى ستكون أكثر جمالا ". وسيكون حاضرا في مدرجات الملعب الأولمبي في روما للمباراة الافتتاحية مساء الجمعة بين إيطالياوتركيا ضمن المجموعة الأولى بين 15 و16 ألف مشجع ، أو حوالي 25 بالمئة من سعة استيعاب الملعب التاريخي الذي اشتاق لرواده طيلة أكثر من عام بسبب الجائحة. ووضعت في العاصمة الإيطالية شاشتان عملاقتان في ساحة "بياتسا ديل بوبولو"، بالإضافة الى تخصيص أماكن أحرى للمشجعين الذي سئموا من متابعة معشقوتهم من خلف الشاشات لأكثر من عام. على أرض الملعب، يأمل المنتخب الإيطالي في الارتقاء الى مستوى التوقعات وتعويض غيابه الصاعق عن نهائيات مونديال روسيا 2018، مع طموح وطني بأن يذهب رجال المدرب روبرطو مانشيني حتى النهاية والفوز باللقب القاري للمرة الثانية في تاريخ "لا سكودرا أتزورا". ويدخل أبطال العالم أربع مرات الى مباراتهم الأولى على خلفية 27 مباراة متتالية من دون هزيمة، لكنهم لم يواجهوا خلال هذه السلسلة منتخبات كبرى، ما يجعل المسابقة اختبارا حقيقيا لحجم التقدم الذي حققه المنتخب بقيادة مانشيني ولاعبين مثل تشيرو إيموبيلي وماركو فيراتي. وقال مدافع يوفنتوس ليوناردو بونوتشي إنه "كنا ننتظر منذ عام لبدء هذه المغامرة، يجب أن نكافح لإعادة إيطاليا الى حيث تستحق أن تكون". ويسبق انطلاق المباراة حفل افتتاح مبسط بسبب الاجراءات الصحية سيكون نجمه التينور أندريا بوتشيلي مع ظهور افتراضي لمارتن غاريكس، وبونو و"ذي إيدج". وسيكون حاضرا في الملعب أسطورتا إيطاليا أليساندرو نستا وفرانتشيسكو طوتي أيضا لتحريك كرة بداية النهائيات التي تحمل اسم "أونيفوريا"، حيث تم دمج كلمتي الوحدة (يوني) والنشوة (فوريا)، لتلخص بذلك ما تعد به الدورة. لكن ما سبق انطلاق النهائيات بساعات معدودة عكر هذه الأجواء الإيجابية بعض الشيء، ولا يتعلق الأمر بحالات الإصابة ب"كوفيد-19" في صفوف إسبانيا والسويد وروسيا وحسب، بل أضيف الى ذلك التوتر السياسي بين الأخيرة وأوكرانيا على خلفية القميص الذي كان من المفترض أن يرتديه لاعبو الأخيرة في النهائيات. ودخل الاتحاد الأوروبي "ويفا" الخميس على الخط وطالب أوكرانيا بإجراء تعديلات على قميص منتخبها لإزالة شعار "سياسي" أثار ردود فعل من روسيا. وقال "ويفا" إن رسالة "المجد لأبطالنا"، وهو هتاف شاع في الاحتجاجات المناهضة لروسيا في العام 2014 ويظهر داخل القميص، "ذات طبيعة سياسية واضحة". وأعلن الاتحاد الروسي لكرة القدم الثلاثاء أنه راسل "ويفا" من أجل إدانة القميص الجديد للمنتخب الأوكراني، الذي يحمل خريطة أوكرانيا بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في عام 2014، بالإضافة الى المناطق الشرقية التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا. وردت كييف بعد القرار الصادر عن الاتحاد القاري، بأنها "تتفاوض" مع "ويفا" لإبقاء القميص دون تغيير. وتبدأ أوكرانيا مشوارها في النهائيات الأحد ضد هولندا في أمستردام، بعد يوم من مباراة روسيا مع بلجيكا في سان بطرسبورغ. بالنسبة لفرنسا بطلة العالم التي خسرت نهائي النسخة الماضية على أرضها عام 2016 أمام البرتغال، سيكون عليها الانتظار حتى الثلاثاء لتسجيل بدايتها في البطولة بمواجهة من العيار الثقيل جدا ضد غريمتها ألمانيا في ميونيخ. ومن الآن وحتى هذه المواجهة المرتقبة بين العملاقين، فإن الوضع البدني للمهاجمين أنطوان غريزمان وكريم بنزيمة اللذين غابا عن تمارين أبطال العالم الخميس، سيكون حديث المشجعين الفرنسيين في حانات ومطاعم ميونيخ أو في رحلتهم من فرنسا الى بافاريا التي ستمنحهم أقله شعور عودة الحياة الى طبيعتها بعد أشهر طويلة من المعاناة مع الإغلاق والإصابات والوفيات الناجمة عن "كوفيد-19".