أكد الرئيس الأول لمحكمة النقض، الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية، محمد عبد النباوي، اليوم الاثنين بالرباط، على أهمية الرقمنة لما توفره من نجاعة وفعالية وسرعة في الأداء القضائي. ودعا السيد عبد النباوي، في كلمة بمناسبة حفل أداء اليمين للفوج الثالث والأربعين للملحقين القضائيين، إلى التمسك بالرقمنة لما توفره من نجاعة وفعالية وسرعة في الأداء القضائي، مبرزا ضرورة الاستمرار في التعلم والتحصيل سواء في إطار الأبحاث التي يستلزمها عمل القاضي أو الأحكام التي يصدرها. وأكد أنه تتم مساءلة مهنة القضاء من طرف المجتمع خلافا لباقي المهن، فتقتضي بذلك الالتزام بواجب التحفظ، وبعدم إبداء الرأي في القضايا المعروضة على القضاء، وتتطلب التقيد بواجبات أخلاقية يتعين أن يتشبث بها القاضي والقاضية في سلوكهما. واعتبر الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية أن صرامة المجتمع نحو القاضي تجد تفسيرها في الدور الجسيم الذي يقوم به القضاء في حياة الأمم، والمهام العظمى التي يضطلع بها القضاة في ضمان الاستقرار والأمن داخل الأوطان وفي تخليق الحياة العامة وفرض قواعد النزاهة والشفافية، وتنقية المناخ الاقتصادي وجلب الاستثمار والحفاظ عليه، وتسريع وتيرة النمو الاجتماعي، وترسيخ قواعد الديمقراطية. ودعا، بالمناسبة، القضاة الجدد إلى الالتزام بتطبيق القانون على الخصوم والتمسك باستقلال القضاء، الذي لا يعد فقط استقلالا عن السلطتين التشريعية والتنفيذية، وإنما كذلك استقلال عن الأهواء والمؤثرات، واستقلالا عن المنافع والمغريات. وأضاف السيد عبد النباوي أن استقلال القضاء لن يكتمل إلا بتمعن القاضي جيدا في ملفاته، ودراسته المعمقة لدفوعات الأطراف واستيعابه لجوهر الدعوى، وتطبيقه الجيد للقانون على المنازعة، مشيرا إلى أن التطبيق السليم للقانون لا يتم إلا بالتكوين الجيد والبحث المستمر والإلمام المعمق بالاجتهاد القضائي المستقر. من جهته، أكد المدير العام للمعهد العالي للقضاء، عبد الحنين التوزاني، في تصريح لقناة "إم 24 الإخبارية" التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا الفوج تلقى تكوينا لمدة سنتين بالمعهد العالي للقضاء، موضحا أن الأمر يتعلق بتكوين عملي ميداني تخلله فترات تكوين بتدريب بمحاكم الدرجة والثانية بمختلف محاكم المملكة، بالإضافة إلى تكوين ببعض المؤسسات ذات الصلة بالعمل القضائي. واعتبر السيد التوزاني أن تخرج هذا الفوج، الذي حظي بالثقة المولوية السامية، سيضخ دماء جديدة في الجسم القضائي، معتبرا "أن رسالة القضاء نبيلة وشريفة وفي نفس الوقت هي رسالة صعبة ويجب التحلي لممارسها بالصبر والنبل وسمو الأخلاق للفصل في كل الاشكالات المطروحة في نزاعات المتقاضين". وعرف هذا الحفل، على الخصوص، حضور وزير العدل، محمد بنعبد القادر، والوكيل العام للملك رئيس النيابة العامة، الحسن الداكي، ورئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، أمينة بوعياش.