قررت فرنسا وبشكل مفاجئ تأجيل زيارة لرئيس الحكومة الفرنسية إلى الجزائر، لأسباب لازالت مجهولة، رغم تبرير الطرفين ذلك بالأزمة الصحية المرتبطة بتفشي وباء كورونا. وفي هذا الصدد، ذكرت الصحيفة الإسرائيلية "i24news" أن الجزائر كانت تراهن كثيرا على هذه الزيارة خاصة بعد التقارب الذي أبداه رئيسا البلدين، عبد المجيد تبون، والرئيس امانويل ماكرون، في آخر مهاتفة جمعتهما. غير أن الزيارة، وفقا لذات الصحيفة، تأجلت، أمس الخميس 8 أبريل الجاري، إلى أجل غير مسمّى، حيث كان مقرّراً أن يقوم بها إلى الجزائر الأحد المقبل رئيس الحكومة الفرنسية جان كاستيكس لتكريس عودة الدفء إلى العلاقات المعقّدة بين البلدين، في خطوة مفاجئة أرجعتها باريس لأزمة كورونا. وقال مكتب رئيس الوزراء الفرنسي في تصريح صحفي، ان "جائحة كوفيد-19 لا تسمح بأن تكون هذه الوفود في ظروف مُرضية تماماً"، مؤكدا أن " اللجنة الحكومية الفرنسية-الجزائرية، الهيئة التي كان مفترضاً أن تعقد الاجتماعات الثنائية في إطارها، أرجئت بالتالي إلى موعد لاحق يكون فيه السياق الصحّي أكثر ملاءمة". الصحيفة الإسرائيلية أكدت بالمقابل، نقلا عن مصادر فرنسية وجزائرية متطابقة، أن "تأجيل زيارة رئيس الحكومة الفرنسية الى الجزائر، يعزى لأسباب دبلوماسية، وأنّ حجم الوفد الفرنسي، الذي جرى تخفيضه بسبب الجائحة، اعتُبر غير كاف من قبل الجزائر التي أبلغت باريس بذلك، الأمر الذي عجّل في صدور القرار المتأخّر بإرجاء الزيارة". وكشف مصدر فرنسي مطّلع على القضية للصحيفة الإسرائيلية أن "تشكيلة الوفد هي دون المستوى" في نظر الجزائر، فيما أوضح مصدر جزائري، أنّ باريس "خفّضت مدّة الزيارة إلى يوم واحد وحجم الوفد إلى أربعة وزراء. إنّها تشكيلة مصغّرة في حين أنّ هناك الكثير من القضايا الثنائية التي يجب دراستها". جدير بالذكر أن اللجنة الحكومية الرفيعة المستوى، الهيئة التي تجتمع بانتظام لتقييم التعاون الاقتصادي بين البلدين بشكل خاص، لم تنعقد منذ دجنبر 2017 بسبب الحراك الشعبي في الجزائر الذي أدّى إلى سقوط الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في 2019 ثم بسبب الأزمة الصحية المرتبطة بكوفيد-19. كما أن الزيارة التي أرجئت الآن، وفقا للصحيفة الإسرائيلية، تأخرت أصلاً بسبب دخول الرئيس الجزائري مرتين الى المستشفى في المانيا في نهاية 2020 ومطلع 2021.