في الوقت الذي تمكن فيه المغرب من قطف ثمار شراكة "رابح رابح" في "دبلوماسية اللقاحات الهندية"، بحصوله كأول بلد إفريقي على اللقاح البريطاني المصنع في الهند، وتصدره قائمة الدول الإفريقية من حيث عدد الملقحين بما يقارب مليون عملية تلقيح، لجأت الجزائر الى دبلوماسية تسول اللقاحات، حيث من المنتظر أن تتسلم الجزائر خلال الأيام المقبلة، بعد طول انتظار، 200 ألف جرعة من لقاح "سينوفارم" كهبة من الصين، وفقا لما أكده السفير الصيني لدى الجزائر، لي ليان خي، لوكالة الأنباء الجزائرية. وأوضح السفير الصيني أن بلاده ستواصل تقديم الدعم والمساعدة اللازمين لتلبية الاحتياجات التي عبرت عنها الجزائر ومساعدتها في مكافحة كوفيد-19. من جهته، قال وزير الصحة الجزائري عبد الرحمن بن بوزيد، إن الجزائر ستتلقى في فبراير 200 ألف جرعة من اللقاح الصيني و700 ألف إلى 800 ألف جرعة لقاحات في إطار آلية كوفاكس التي تشرف عليها منظمة الصحة العالمية، على أن تصلها في وقت لاحق كميات أخرى. وقالت مديرة الصيدلة والتجهيزات الطبية في وزارة الصحة وهيبة حجوج إن الجزائر تتوقع أن تتلقى في نهاية أبريل 9 ملايين جرعة من اللقاح في إطار المعهد الأفريقي للوقاية من الأوبئة التابع للاتحاد الأفريقي. كما تجري الجزائر مفاوضات لتصنيع اللقاح الروسي "سبوتنيك-في" في الجزائر، بحسب السلطات الجزائرية، علما أن العاصمة الجزائرية بدأت حملتها للتلقيح يوم 30 يناير الماضي مع دفعة أولى من 50 ألف جرعة من لقاح "سبوتنيك"، كما تلقت منذ ذلك الحين 50 ألف جرعة من لقاح "أسترازينيكا" البريطاني. وكان المغرب سباقا على الصعيد الافريقي للحصول على لقاحات فيروس كورونا، في وقت تواجه دول القارتين الإفريقية والأوروبية، ومن بينها الجزائر، صعوبات في الحصول على هذه اللقاحات. فبالرغم من أن الجزائر تعتبر من الدول النفطية إلا أن المملكة المغربية تفوقت على الجزائر في عملية التلقيح، وهو ما يبرز قوة الدبلوماسية المغربية على الصعيد الدولي، خصوصا على مستوى علاقاتها مع الهند التي تعتبر اليوم بمثابة "صيدلية العالم" في توفير اللقاح. حصول المملكة على اللقاح كأول بلد افريقي، أثار استياء عسكر قصر "المرادية"، الذين لم يستسغوا الأمر، حيث حاولوا الإسراع في إطلاق عملية تلقيح الجزائريين، التي لم يسبقها أي إعلان مسبق عن استعدادات لوجيستيكية، وذلك مباشرة بعد تلقي الملك محمد السادس الجرعة الأولى من اللقاح المضاد ل"كوفيد-19′′. وكعادته حاول التلفزيون الجزائري ايهام الشارع الجزائري، في "شريط العاجل" بوصول أول دفعة من اللقاح الروسي في غضون 24 ساعة، وانطلاق عملية التلقيح في الجارة الشرقية للمملكة ابتداء من يوم السبت 30 يناير الماضي، غير أن شيئا من ذلك حدث، مما يؤكد بجلاء أن الجزائر ظلت تتوسل اللقاح منذ أشهر، لتقبل في النهاية بالعطايا من البلدان.