يبدو أن الاجتماع رفيع المستوى بين إسبانيا والمغرب، الذي كان منتظرا أن ينعقد خلال شهر فبراير الجاري، سيتأجل الى وقت لاحق، بعد أن قررت الرباطومدريد في دجنبر المنصرم، تأجيل القمة الثنائية رفيعة المستوى، بسبب الوضع الوبائي. وكشفت صحيفة "elindependiente" نقلا عن مصادر حكومية اسبانية، أن الترتيبات جارية لانعقاد هذا الاجتماع الثنائي المهم بين المغرب واسبانيا، غير أنه لن ينعقد خلال الشهر الجاري، لتزامنه مع الانتخابات الإقليمية الكتالونية في 14 فبراير الجاري، والمجلس الأوروبي، يومي 25 و 26 من ذات الشهر، وهو الأمر الذي لن يترك للرباط ومدريد هامش مناور كبير لتوقيع اتفاقيات ثنائية مهمة. وأشارت ذات الصحيفة الى أن السبب الثنائي الذي يمنع انعقاد الاجتماع المرتقب في الشهر الجاري، هو تفاقم الوضع الوبائي في المغرب مقارنة بشهر دجنبر الماضي، وهو الأمر ذاته في إسبانيا، حيث أصدرت الحكومة المغربية مرسوماً تم بمقتضاه تمديد حالة الطوارئ الصحية حتى 10 فبراير، مع تشديد القيود على الحركة على حدودها الخارجية، اذ تجاوز اعتبارًا من 31 يناير الماضي، معدل الإصابة المتراكم 1300 مصاب لكل 100000 نسمة، وهو أعلى بكثير من المتوسط الإسباني، على الرغم من وجود مدن مثل فالنسيا ولا ريوجا في هذه البيانات على الرغم من حقيقة أن المنحنى يبدأ في الانحناء. لكن في واقع الأمر، تضيف الصحيفة الاسبانية، هي أن الوضع الوبائي لم يكن فقط هو الذي حال دون انعقاد الاجتماع الرفيع المستوى بين المغرب واسبانيا في دجنبر المنصرم، لكن وجود خلافات بين الجارين، هي التي عكرت عقد قمة أساسية لإسبانيا. الخلاف الأولى، تقول الصحيفة الاسبانية، يتعلق بمطالبة بابلو اغليسياس، على شبكات التواصل الاجتماعي، بدعم التحالف المعروف ب "متحدون نستطيع" مع جبهة البوليساريو الانفصالية، والمطالبة بإجراء استفتاء على تقرير المصير في الصحراء، على النحو المعترف به في العديد من قرارات الأممالمتحدة والتي ذكرها بابلو إغليسياس على شبكاته التواصل الاجتماعي". هذه الكلمات رد عليها رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني، مؤكداً أن "سبتة ومليلية مغربيتان مثل الصحراء"، الأمر الذي دفع وزارة الخارجية الاسبانية إلى استدعاء السفيرة المغربية في مدريد، كريمة بنيعيش، شكل عاجل. وأضافت الصحيفة الاسبانية أن "قضية الصحراء تعتبر ملفا حساسا بشكل خاص للمغرب، الذي يمتلك مفاتيح فتح أو إغلاق تدفقات الهجرة من جنوب الصحراء على اسبانيا، والتي أدت في ذلك الوقت إلى أزمة هجرة غير مسبوقة على جزر الكناري. وأبرزت ذات الصحيفة أنه تم استبعاد النائب الثاني لرئيس الحكومة الاسبانية، بابلو إغليسياس، من الوفد الذي كان سيتجه الى الرباط لحضور القمة الثنائية، والاكتفاء فقط بالوزراء الذين سيوقعون على مذكرات مع نظرائهم المغاربة، وهم رئيسة التحول البيئي، تيريزا ريبيرا، نواب للرئيس، ووزراء مثل وزيرة الشغل، يولاندا دياز.