باعتبارها تراثا طبيعيا حقيقيا يزخر بمؤهلات عدة "غير مستغلة"، تستحق محطة أوكايمدن اهتماما خاصا في مجال إعادة التأهيل والتثمين بشكل يعزز من جاذبية هذه المحطة السياحية والترفيهية. وفي هذا الصدد، صادق المجلس الجماعي لأوكايمدن، في 13 يوليوز الماضي، على اتفاقية شراكة تجمع عددا من الفاعلين، وترمي إلى إعادة تأهيل المحطة على أساس المؤهلات الكبيرة والمشاهد الطبيعية المتنوعة التي تتوفر عليها، قصد تطوير الأنشطة ووضع حد لإشكالية الموسمية. وأخذا في الاعتبار للأهمية الاستراتيجية لهذه المحطة وبطلب من وزارة السياحة، أجرت الشركة المغربية للهندسة السياحية دراسة حول تطوير المحطة الرياضية والترفيهية لجبل أوكايمدن، والتي مكنت من بلورة مخطط عمل يروم استقطاب عدد أكبر من الزوار في هذا الموقع ليصل إلى 500 ألف زائر بحلول 2030. بالمقابل، ونظرا لطبيعة تموقع هذا المشروع، اتفقت الأطراف الموقعة على هذه الاتفاقية على توحيد جهودها في إطار شراكة ومنح الدعم والمساهمة المالية لضمان نجاح هذا المشروع وجذب اهتمام المستثمرين لتنزيل مختلف مكونات المشروع. ويروم هذا المشروع، الذي تصل كلفته الإجمالية إلى 230 مليون درهم، النهوض بالمؤهلات الجبلية وبيئتها، وخلق منتوج متميز ذي إشعاع قوي ودينامية متواصلة في المناطق المحاذية لجبل أوكايمدن، وذلك قصد تحسين شروط عيش الساكنة المحلية، وخلق القيمة المضافة على الصعيدين المحلي والجهوي. وسيجري تنزيل هذا المشروع وفق مرحلتين، الأولى تهم تغيير نموذج تدبير المحطة واعتماد نموذج ومقاربة جديدة للتدبير، وتحسين الأداء التقني للآليات الميكانيكية، وتجديد التجهيزات وتنفيذ أشغال الصيانة ووضع برنامج هيكلي لمواجهة خطر تساقط الثلوج ووضع تجهيزات السلامة وغيرها. وتهم المرحلة الثانية تطوير جيل جديد من أنشطة الترفيه، وبناء مطعم بانورامي في أعلى قمة جبل أوكايمدن وإنجاز مقصورات متطورة. والأكيد أن تنزيل هذا المشروع الطموح والمندمج، ستساهم محطة أوكايمدن، في تقوية الجاذبية السياحية لإقليم الحوز خاصة، وجهة مراكشآسفي عامة، ما سيمكن من وضع الأسس لسياحة جبلية حقيقية وصديقة للبيئة، مستدامة ومدرة للثروات. المصدر: الدار– وم ع