منذ أشهر خلت، لجأت قطر الى حملة إعلامية مسعورة ضد المكتسبات الكبيرة التي يحققها المغرب في قضية الصحراء المغربية، في محاولة لتأليب الرأي العام ضد نظامه، خصوصا بعد قرار المغرب إعادة استئناف علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل، والمعترف الأمريكي بسيادة المغرب على كافة أقاليمه الجنوبية من طنجة الى الكويرة. وشكلت قناة "الجزيرة"، وإعلاميها خصوصا ذوي الأصول الجزائرية من أمثال خديجة بن قنة، وحفيظ الدراجي، وقود الحطب في هذه الحرب الفاشلة التي تشنها الدوحة على المغرب بأساليب مقيتة، يختلط فيها توظيف الدين بتوظيف الاعلام، وشبكات التواصل الاجتماعي، وصولا الى توظيف شعبية بعض الإعلاميين المزيفة لإعطاء انطباع سيء عن المملكة المغربية عند المواطن العربي، وتصوير المملكة ك"شيطان" لإسرائيل، كما كتب قبل أيام أحد الباحثين المرتزقة بإحدى مؤسسات شبكة الجزيرة. حملة أخبار وهمية منسقة ضد المغرب تتهمنا بأشياء غير صحيحة، من الناحية الواقعية، تلك التي لجأت اليها قطر كعادتها كلما حقق المغرب انتصارا دبلوماسيا في قضية الصحراء المغربية، من خلال شحذ أسلحتها لمهاجمة المملكة المغربية، والإساءة لقضية الصحراء المغربية، رغم أن الدوحة تحاول كل مرة إظهار نقيض ما تدعيه، وادعاء مساندة المغرب في قضية الصحراء، إلا أن التطورات المتلاحقة لقضية الصحراء تفضح نواياها المبيتة من قضية الصحراء المغربية. وتدفع قطر هذه الأيام بقناة الجزيرة والشرق وقنوات حماس وقناة "المكملين"، لمهاجمة المغرب ملكا وشعبا بعد القرار الأمريكي التاريخي بالاعتراف بمغربية الصحراء، وذلك من خلال ابواقها واذرعها الإعلامية بقناة "الجزيرة" خصوصا ذي الأصول الجزائرية. وعكس البلدان العربية الشقيقة التي سارعت إلى الإعلان عن اشادتها، وترحيبها بقرار إدارة ترامب، وإعادة استئناف المغرب لعلاقاته مع إسرائيل دون التخلي عن القضية الفلسطينية، التزمت الدوحة الصمت ولم تخرج بأي بيان رسمي في الموضوع، مفضلة نفث سم الكراهية الزعاف تجاه سيادة المملكة المغربية التي يحق لها أية قرارات تخدم مصالحها السيادية والاستراتيجية، دون التشاور مع أية جهة. هذه الأذرع الإعلامية تتهم المغرب بخيانة القضية الفلسطينية، و الارتماء في أحضان نتنياهو، وممارسة كل أشكال التطبيع مع إسرائيل، كما اتهمت أذرع قطر الإعلامية المملكة المغربية بأنها باعت نفسه للشيطان الإسرائيلي نتنياهو، وتخلت عن الشعب الفلسطيني رغم مواقفه من الدول التي قامت بالتطبيع مع إسرائيل"، مؤكدة أن " هذه خيانة عظمى لابد من عدم الصمت عليها من قبل شرفاء المغرب". وتأتي هذه الحملات الإعلامية المغرضة من الدوحة لتطلق الدعاية المضادة لقرار أمريكا التاريخي الاعتراف بسيادة المغرب الكاملة على أقاليمه الجنوبية، وذلك بعد أن حاولت التشويش على قرار الإمارات العربية المتحدة الشجاع والسيادي بفتح قنصليتها العامة في مدينة العيون بأقاليمنا الجنوبية. ويتخذ النظام القطري من قنوات حماس، والجزيرة والشرق، وبعض الإعلاميين المرتزقة على شبكات التواصل الاجتماعي، فضاء خصبا لتصريف مواقفها السياسوية الكيدية في محاولة للنيل من حقوق المغرب في صحرائه، والتشكيك في عدالة قضيته، والتدخل في شؤونه الداخلية والخارجية السيادية، وسرعان ما وصلت تعليمات المخابرات القطرية إلى بعض النشطاء والمواقع القطرية ليكملوا ما بدأته الصحافية الجزائرية خديجة بن قنة قبل أكثر من أسبوع، وهي تحاول تأويل القرار الإماراتي بتأويلات تطبيعية بعيدة عن الواقع والحقيقة. هذه الحملة المغرضة، لا تهم المغرب الذي أضحت قضيته الوطنية محط اجماع منتظم دولي بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية. فالموقف القطري المعادي لوحدته الترابية، فهو في نهاية المطاف لن يزعزع المغرب عن صحرائه ولا الصحراء عن مغربها، ولن يغير شيئا من واقع القضية على الصعيد الدولي والإقليمي. لكنه يظهر مسألة مهمة جدا، وهي أن حرص المغرب على الحفاظ على علاقات متوازنة مع كل الأشقاء العرب، ونأيه بنفسه عن الصراعات والخلافات الثنائية والإقليمية، لم يقابله للأسف على الأقل معاملة بالمثل، من الدوحة، أو على الأقل من إعلامها ونشطائه. وتنضاف هذه الحملة الإعلامية المسعورة من النظام القطري الى حملة جديدة قوامها توظيف "الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين" بقيادة عرابه الإخواني، أحمد الريسوني، المقيم في الدوحة، والمستفيد من أموال النظام القطري، في محاولة لإطلاق عريضة تنتقد إعادة استئناف المملكة المغربية لعلاقاتها مع إسرائيل، رغم أن لايوجد في الأمر ما يدعو لهذه الأساليب المقيتة. ان قطر مدعوة اليوم للتخلي عن هذه الأساليب الملتوية و الاعراب بكل صدق وصراحة ووضوح عن موقفها من قضية الصحراء المغربية عوض دس السم في العسل. وما يثلج الصدر هو حجم الرد الشعبي القوي من طرف الشعب المغربي على شبكات التواصل الاجتماعي على تحركات قطر وأذرعها الاخوانية والإعلامية، حيث رفضَ قطاع كبير من المغاربة فحوى التدوينات التي نشرها اعلاميو القناة، واعتبروها مسيسة من إعلامين تخطّو كلّ مشاكل بلادهمن وحشر أنوفهم في شؤون المملكة الدّاخلية. وقال معلقون مغاربة ان " الدول التي تحركت لفتح قنصلية بالعيون فعلت ذلك ليس غصبا ولكن إيمانا بشرعية القضية، مشيرين الى أن "كل هذا لا علاقة له بالتّطبيع مع إسرائيل"، مؤكدين أن "المغرب أوضح موقفه من صفقة القرن، هذا الموقف متجدد بحسب التطورات في المشهد العالمي وتحكمه المصلحة الذاتية للمغرب". وقبل أيام عمد نشطاء مغاربة إلى نشر وسم "الصحراء في مغربها والمغرب في صحرائه" على صفحة الإعلامية الجزائرية خديجة بن قنّة"، مبرزين أن "المغرب بلد كجميع البلدان يبحث عن مصلحته، لأن الجارة الجزائر تحاول بكل ما أوتيت من مال وبترول وعلاقات أن تمس بوحدة التراب المغربي"، مؤكدين أن "الأساليب المقيتة للنظام الجزائري لن تنطلي علينا ونعرف قيمة القرارات الاستراتيجية التي يتخذها المغرب بكل حس وطني وعربي، بعيدا عن تحكرات قطر المشبوهة في العالم العربي، التي تحاول الإساءة الى الأوطان العربية ولشعوبها ودفع عبر قنواتها نحو الفوضى والخراب باختلاق الأكاذيب والاخبار المزيفة والوقائع التي لا تمت بصلة للواقع.