في لعبة قذرة وقودها الاشاعات المغرضة والتحامل العدائي، تهاجم وسائل إعلام إيرانية وجزائرية المغرب، منذ إعادة فتح معبر الكركرات الحدودي مع موريتانيا من طرف القوات المسلحة الملكية بتاريخ 13 نونبر الجاري. وتحاول وسائل اعلام جزائرية الهاء الشعب الجزائري عن مرض الرئيس عبد المجيد تبون، وتدهور الوضع الداخلي على مختلف الأصعدة، من خلال تخصيص حملة تضليلية عبر صحفها وقنواتها للمغرب وللصحراء المغربية، وهو ما يتضح من خلال العناوين التي تطالعنا بها الصحف والقنوات بالجزائر. من جهتها، تعمد وكالة أنباء فارس الشبه رسمية الى خوض "حرب بلاغات" وتقارير إعلامية مبنية على الكثير من المبالغات والتضخيم، والمغالطات، وفي كثير من الأحايين على وقائع غير حقيقية عن خسائر مفترضة للجيش المغربي في الصحراء. كما تتحدث الوكالة عن "ضربات" و"حرب" وهمية تجرى يوميا على طول الجدار الأمني بين المغرب والجزائر تخوضها عناصر جبهة البوليساريو الإنفصالية على القوات المسلحة الملكيةن فيما تعمد وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء "ارنا"، وهي الوكالة الرسمية للجمهورية الإيرانية، الى نشر العشرات من القصاصات الإعلامية معززة بصور وفيديوهات مفبركة على أنها حقيقة تعود لخسائر للجيش المغربي خلف الجدار العازل. الوكالة تستند في "حربها الإعلامية" على المغرب ومصالحه تدبيج قصاصات خبرية وتقارير مبنية على بيانات جبهة البوليساريو دون التدقيق فيها أو الاعتماد على مصادر مستقلة مثل تصريحات الناطق الرسمي للأمم المتحدة، الذي يتحدث عن "إطلاق نار متفرق بين الفينة والأخرى دون وجود اشتباك أو خسائر أو حرب حقيقية على طول المنطقة العازلة"، وهو التصريح المعزز بتقارير من بعثة "المينورسو" التي تراقب وضع وقف إطلاق النار في الصحراء بناء على اتفاق 1991. الصحف الإيرانية منخرطة هي الأخرى في هذه الحملة التضليلية المقيتة من خلال قانتي "الميادين" و"العلم" الممولة إيرانيا، وتدار من طرف الحرس الجمهوري الإيراني، والتي لا تتوانى عن كيل التهم للمغرب وللصحراء المغربية. وتعمدت القناتان طيلة الأسابيع الماضية، بث تقارير في مختلف نشراتهما اليومية عن "الخسائر" المفترضة للجيش المغربي، جراء "القصف المتوصل" لجبهة البوليساريو، حيث تعتمد القناتان على وكالة الأنباء الجزائرية، وعلى البلاغات التي تصدرها جبهة البوليساريو الانفصالية بمختلف أذرعها الإعلامية، مما يؤكد على الارتباط القوي لإيران بالجبهة الإرهابية للبوليساريو، وهو ما أكدته تقارير دولية سابقة. والا فكيف لقناة "العلم" أن تستقي أخبارها مما يسمى "وكالة الأنباء الصحراوية"، متحدثة عن "قصف لمواقع القوات المسلحة المغربية"، وهي القصاصات المبنية على مصدر واحد، تعمل القناة على نشرها في موقعها كما في صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، مع تعزيزها بتقارير على شاشة القناة، وهو ما تعمل عليه أيضا قناة "الميادين" الممولة إيرانيا. الجزائر هي الأخرى تسير في ذات الركب، متحاملة على المغرب بنشر المغالطات والأخبار الزائفة و الأكاذيب، اذ تعمد وكالة الأنباء الجزائرية، وكذا، صحف وقنوات الجزائر، الى نشر أخبار و قصاصات وتقارير من نسج الخيال تتحدث عن معطيات غريبة وعن "خسائر" مفترضة للجيش المغربي في الصحراء المغربية. ويبدو جليا أن تدهور الوضع الداخلي في الجزائر من جراء مرض تبون، وتفاقم الاحتقان الاجتماعي هو الذي دفع الجزائر الى الانخراط في هذه "الحرب" الإعلامية مسنودة بايران، والتي قوامها التضليل، تزييف الحقائق على الميدان، الاستناد الى مصادر من وكالة أنباء "بوليساريو"، وهي حملة لم تعد تنطلي ألاعيبهم على أحد من العقلاء في عز انتشار تطبيقات التحقق من الاخبار الزائفة، والكاذبة.