لم تبد الحكومة الجزائرية أي التفاتة تذكر تجاه "الغضب العارم" الذي عبر عنه الشارع المغربي تجاه الأفعال التي أقدمت عليها قناة تلفزونية عمومية بسخرية فجة من الملك محمد السادس. وفيما عبرت مختلف الهيئات السياسية والإعلامية بالمغرب عن الاستياء من ما قامت به قناة الشروق الجزائرية، أكد إعلاميون وفنانون جزائريون بدورهم رفضهم لما أقدمت عليه القناة، حيث أكد عدد منهم في تغريدات أنها تضرب في عرض الحائط مقتضيات الجوار وأخلاقيات مهنة الصحافة وتضرب حتى في القوانين الجاري العمل بها في الجزائر نفسها. أما الحكومة الجزائرية فلم تعبر عن أي اهتمام ولم تصدر أي إشارة تذكر حول الموضوع الذي تناولته مختلف المنابر والقنوات الدولية، حيث لا وجود لأي تناول للقضية في وكالة الأنباء الجزائرية، فيما غالبية المنابر الإعلامية الموالية للدولة قررت نقل خبر ما قامت به القناة وتجاهلت الغضب والرفض الإقليمي والدولي له. بالمقابل تواصل الحكومة والمنابر الناطقة باسمها وباسم الدولة، خصوصا "وكالة الأنباء الجزائرية" الرسمية، نشر قصاصات مطولة وتقارير لا تتواني في "النفخ" وتضخيم كل ما يصدر عن قادة جبهة البوليساريو الانفصالية من بلاغات وأخبار تدعي انتصارات وفتوحات، كما تنقل بسرعة كل ما ينشره ممثلو الجبهة في تندوف ودول أوروبية من تغريدات أو تدوينات. وقد نشرت الوكالة بين أمس السبت وصبيحة اليوم الأحد فقط أزيد من 12 قصاصة وخبرا، كلها صيغت بعناوين تهاجم بوضوح على المغرب وعلى وحدته الترابية، فيما نقلت في أخرى تصريحات عن "انتصارات وهمية" للبوليساريو في الحرب المزعومة التي تقودها "في الخيال" وليس في الواقع على أراضي الصحراء المغربية. فقد تحدثت قصاصات للوكالة الرسمية عن ما سمتها البوليساريو "خسائر بشرية ومادية في صفوف الجيش المغربي" وعن "تقدم في مواقع هامة" لاسترجاع مزعوم ل"أراضي محتلة". لكن الحيز ربما لنقل رد الفعل المغربي العام، شعبا ومؤسسات، لا ينبغي أن يعرف عنه الجزائريون شيئا، وفق منطق النظام الجزائري الذي لم يجد بديلا لإشغال بال الجزائريين عن الوضع المحتقن غير الإلهاء بأمور منحطة أخلاقية ولو وصل الأمر التهجم على رمز دولة تجمعهم بها أقدار التاريخ والجغرافيا والقرابة بالنسبة لمئات العائلات. هذا واعتبرت أحزاب سياسية وهيئات مدنية وإعلامية مغربية ما أقدمت عليه قناة "الشروق" الجزائرية بمثابة "سقوط مهني وأخلاقي وإنساني" غير مسبوق، كما أن الصمت الرسمي عن ذلك يضع حكام قصر المرادية في خندق السقوط المدوي الذي وضعت فيه القناة نفسها. أما المواطنون المغاربة فقد عبروا عن رفض ذلك، حيث يواصل هاشتاغ "الملك خط أحمر" الانتشار بشكل واسع على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، حيث نقله فنانون ومشاهير ومغردون من خارج المغرب أيضا.