أثارت قناة الشروق الجزائرية الرسمية موجة غضب واسعة في صفوف نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي المغاربة، الذين صبوا جام غضبهم عليها بسب تهجمها على الملك محمد السادس، في أحد برامجها التي بثت الليلة الماضية. واعتبر عدد من النشطاء المغاربة في تدوينات غاضبة ما اقدمت عليه القناة الجزائرية "تجاوزا للخطوط الحمراء واللياقة والاحترام الذي يفترض أن يطبع العلاقة بين بلدين جارين". وذهب النشطاء إلى أن التهجم على الملك يؤكد "العقدة التي يمثلها المغرب وملكه لحكام الجزائر من الجنرالات الذين فشلوا في تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية للشعب الجزائري"، معتبرين أن الخطوة تمثل نوعا من "الهروب إلى الامام ومحاولة النيل بلد شقيق بأسلوب غير أخلاقي". وتعليقا على الواقعة المشينة، أكدت الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين، أن ما بثته قناة الشروق الجزائرية الرسمية من "تهجم لا أخلاقي على المؤسسات المغربية، وعلى رأسها المؤسسة الملكية بأسلوب بذيء ومنحط هو عمل مدان لا يمت بصلة لأخلاقيات مهنة الصحافة والإعلام". وقالت الجمعية في بيان لها اليوم السبت، إن "مدراء النشر وأرباب المقاولات الإعلامية المنضوية تحت لواء الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين، إذ يعبرون عن أسفهم للمستوى المنحط والهابط واللاأخلاقي الذي وصلت إليه هذه القناة الممولة من جيوب دافعي الضرائب الجزائريين في التعاطي مع شخص الملك الذي يحظى بالاحترام والتقدير داخل المغرب وخارجه، نود أن نحذر القناة المعنية ومعها سائر وسائل الإعلام الرسمية في الجزائر أن ما تقوم به من تهجم لا أخلاقي على المؤسسات المغربية وعلى رأسها المؤسسة الملكية بأسلوب بذيء ومنحط هو عمل مدان ولا يمت بصلة لأخلاقيات مهنة الصحافة والإعلام". وأضاف البيان أن الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين تحذر من "مغبة التمادي في هذا الأسلوب المستفز الذي يمس أب الأمة وضامن استقرارها وحامي حدودها، لأن كل مس بشخص الملك هو مس بشخص كل المغاربة داخل المغرب وخارجه". وزاد البيان موضحا أن وظيفة الإعلام الأساسية عندما يتطرق للشأن الخارجي والعلاقة مع الجيران هي تقديم "المحتويات الهادفة التي تخدم التقارب والتعاون الأخوي، وفي أسوأ الحالات الإعراض عن الإذاية والنزول إلى مستنقع الضحالة والسب والشتم، وهو للأسف ما تخصصت فيه منابر وقنوات جزائرية لسنوات طويلة في التعاطي مع المغرب ومؤسساته وصل اليوم حد محاولة التعريض والسخرية الفجة من ملك البلاد، وهو أمر لا يمكن معه التغاضي أو السكوت بحجة حرية التعبير لأن آخر شيء يوجد في الجزائر هو حرية التعبير". ودعت الجمعية جميع وسائل الإعلام المغربية سواء كانت عمومية أو خاصة للاستمرار في "الدفاع عن وحدة المملكة ومساندة مؤسسات البلد وعلى رأسها المؤسسة الملكية في معركتها المقدسة لاستكمال الوحدة الترابية"، مسجلة أن هذه المعركة "معركتنا جميعا وعلينا أن نكون موحدين أكثر من أي وقت مضى لخوضها حتى النصر". كما دعت الجمعية عقلاء الجزائر في الحقل الإعلامي إلى إدانة هذا السلوك "المنحط الصادر عن قناة الشروق، والاحتكام لأخلاقيات مهنة الصحافة والالتزام بالحدود الدنيا للمهنة في التعاطي مع الشأن المغربي وخاصة مع المؤسسة الملكية التي يعتبرها المغاربة خطا أحمر لن يسمحوا بتجاوزه".