تقاطرت رسائل الدعم على المغرب إثر نجاح العملية العسكرية في الكركرات، من بلدان أمريكا اللاتينية، التي كانت تعتبر الى الأمس القريب احدى القلاع المحصنة لجبهة البوليساريو الانفصالية قبل أن تنجح الآلة الدبلوماسية المغربية في دك حصونها قبل سنوات. وأعلنت جمهورية "غويانا" سحب اعترافها بما يسمى "الجمهورية الصحراوية"، بعد يوم واحد فقط على عملية الجيش المغربي في الكركرات، كما أعربت وزارة العلاقات الخارجية في كولومبيا عن قلقها تجاه الأحداث التي يعرفها المعبر الحدودي، داعية إلى ضمان حرية حركة الأشخاص والسلع". وجددت الخارجية الكولومبية دعمها للمجهودات التي تهدف إلى الوصول لحل سياسي متفاوض بشأنه، عادل ومقبول من لدن الطرفين، استنادا إلى العملية التي تدعمها قرارات مجلس الأمن الدولي". من جهتها، أعلنت الباراغواي في سنة 2013، سحب اعترافها بالبوليساريو، كما أعلن برلمانها أنه يدعم "الإجراءات والتدابير السيادية التي اتخذتها المملكة المغربية من أجل استعادة حرية حركة الأشخاص والبضائع في معبر الكركرات"، مؤكدا أن "ما تقوم به جبهة البوليساريو يمثل "استفزازات خطيرة وسعيا لتغيير الوضع القائم في المنطقة العازلة". وجدد البرلمان عبر لجنة العلاقات الخارجية دعمه بشكل كامل المبادرة المغربية للحكم الذاتي في أقاليم الصحراء في إطار الوحدة الترابية للمغرب باعتبارها الحل الوحيد لهذا النزاع المصطنع حول مغربية الصحراء". حكومة جمهورية غواتيمالا أكدت في بيان لها أنها "تتابع عن كثب التطورات في مركز الكركارات الحدودي بالمملكة المغربية منذ 13 نونبر 2020″، داعية في ضوء التوترات في المنطقة والتطور السريع للأحداث، إلى ضبط النفس واحترام قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بوقف إطلاق النار". وشددت على ضرورة الامتناع عن أي عمل استفزازي من شأنه الإضرار بالمصالح الاقتصادية والتجارية في المنطقة"، كما دعت إلى حل القضية عن طريق الحوار وفي إطار الشرعية الدولية ومبدأ سيادة الدول ووحدة ترابها". وتمكنت الآلة الدبلوماسية المغربية في تليين وتحييد مواقف مجموعة من دول أمريكا اللاتينية والجنوبية في سنة 2019، بعد أن قادت جولة مطولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، إلى كل من البرازيل والشيلي والسورينام وجمهورية الدومينيكان، حيث تفاعلت البلدان التي شملتها الزيارة بإيجابية مع المبادرة المغربية للحكم الذاتي، من خلال تعبيرها عن رغبتها في تطوير العلاقات الثنائية والتوصل إلى "حل واقعي" لقضية الصحراء. وانطلق المغرب في اطار رؤيته الدبلوماسية الجديد ل"اختراق" دول أمريكا الجنوبية خلال السنين الماضية، من منطلق أن "سياسة الكرسي الفارغ" لاتجدي نفعا في العلاقات الدولية القائمة في الوقت الراهن على مقاربة "رابح-رابح". رؤية أثمرت دك المملكة ل"قلاع" البوليساريو بأمريكا اللاتينية، اذ اقتنعت عدد من البلدان التي كانت سابقا تعترف بالجمهورية الوهمية بأن الأمر يتعلق بمشروع سياسي مفلس وغير أخلاقي، وبعصابة تحترف السرقة والنهب وقطع الطرق أمام الشاحنات والبضائع، مثل حالة السلفادور التي أعلنت إعادة تقييم علاقاتها بهم تلقائيا".