استمر القصف المدفعي العنيف المتبادل بين المقاتلين الأرمن والجيش الأذربيجاني الخميس رغم الدعوات الدولية الجديدة لإنهاء القتال المستمر منذ أيام للسيطرة على جيب ناغورني قره باغ. وسُمع دوي انفجارين قرابة منتصف الليل في ستيباناكرت عاصمة الإقليم الانفصالي بينما انطلقت صفارات الإنذار. وقال سكان إن المدينة تعرضت لهجوم بطائرات مسيّرة. ودخل البلدان الخصمان في القوقاز في نزاع مرير بشأن منطقة قره باغ منذ انهيار الاتحاد السوفيتي عندما انفصلت المقاطعة ذات الغالبية العرقية الأرمنية عن أذربيجان. والأحد اندلعت أعنف اشتباكات بين القوات الأرمنية والأذربيجانية منذ سنوات بشأن المنطقة الانفصالية وتأكد مقتل نحو 130 شخصا بينما تواصل القتال لليوم الخامس على التوالي. وقالت وزارة الدفاع الأذربيجانية الخميس إن قواتها شنت "ضربات مدفعية ساحقة على مواقع القوات الأرمنية في الأراضي المحتلة" طوال الليل. ووصف مسؤولون انفصاليون في قره باغ الوضع الليلي على طول خط الجبهة بأنه "متوتر" وقالوا إن الجانبين تبادلا القصف المدفعي. وأوضحوا "حاول العدو إعادة تجميع قواته، لكن القوات الأرمنية قمعت كل هذه المحاولات". ويزعم الطرفان أنهما ألحقا خسائر فادحة ببعضهما البعض وتجاهلا الدعوات المتكررة من زعماء دوليين لوقف القتال. ويخشى إذا ما اندلعت حرب مباشرة بين أذربيجان المسلمة وأرمينيا ذات الغالبية المسيحية أن تُستدرج إلى النزاع قوتان إقليميتان هما روسياوتركيا اللتان تدعم كل منهما الطرف الآخر في النزاع. وتنضوي يريفان في تحالف عسكري لجمهوريات سوفياتية سابقة بقيادة موسكو واتهمت تركيا بإرسال مرتزقة من شمال سوريا لدعم القوات الأذربيجانية في النزاع الدائر في قره باغ. كما أفادت في وقت سابق هذا الأسبوع أن طائرة تركية من طراز اف-16 كانت تحلق لدعم قوات باكو أسقطت طائرة حربية أرمينية من طراز سو-25 ، لكن أنقرة وباكو نفيا هذا الادعاء. – دعوات لوقف اطلاق النار – ودعت موسكو مرارا إلى إنهاء القتال وعرضت الأربعاء استضافة مفاوضات بين الطرفين. وأعربت أيضا عن قلقها حيال التقارير عن مشاركة جماعات مقاتلة، بما في ذلك عناصر من سوريا وليبيا، في المعارك. وارتفع عدد القتلىإلى 127 بينهم مدنيون، بينما أعلن كل طرف أنه ألجق خسائر فادحة بالطرف الآخر. وسجّلت أرمينيا مقتل 104 جنود و23 مدنيا، فيما لم تعترف أذربيجان بأي خسائر عسكرية، لكن صحافيًا في وكالة فرانس برس في منطقة بيلاغان في جنوب البلاد شهد تشييع جنازة جندي قتل في الاشتباكات. على الجبهة الدبلوماسية، رفض كل من رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان والزعيم الأذربيجاني إلهام علييف فكرة إجراء محادثات حتى مع الدعوات لوقف القتال. وأصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، في اتصال هاتفي مساء الأربعاء، أحدث دعوة لوقف القتال بشكل كامل في قره باغ، وقالا إنهما مستعدان لتكثيف الجهود الدبلوماسية للمساعدة في حل النزاع. وأثار إعلان استقلال قره باغ عن أذربيجان حربًا في أوائل التسعينيات أودت بحياة 30 ألف شخص، لكن لم تعترف أي جهة بعد ولا حتى أرمينيا، باستقلال الإقليم. والمحادثات الهادفة لتسوية النزاع، والتي بدأت مع تفكك الاتحاد السوفياتي في 1991، متعثرة بشكل كبير منذ اتفاقية لوقف إطلاق النار عام 1994. وبذلت فرنساوروسيا والولايات المتحدة جهود وساطة ضمن "مجموعة مينسك"، لكن آخر واكبر تلك المساعي انهارت في 2010. المصدر: الدار- أف ب