تنطلق فعاليات الدورة ال77 من مهرجان البندقية السينمائي الدولي، يوم الأربعاء المقبل، وسط إجراءات احترازية لمواجهة فيروس كورونا المستجد، ووسط غياب شبه تام للسينما الأمريكية ونجومها. ويعتبر هذا أول مهرجان سينمائي عالمي يتحدى جائحة كورونا، لكن لهذه العودة ثمنها حسب مدير المهرجان "ألبرتو باربيرا"، الذي أكد أنه سيتم اتخاذ "إجراءات أمنية غير عادية، ستطبق بصرامة". وستكون المباني المخصصة للعروض وللمؤتمرات الصحافية والواقعة بمعظمها على الشاطئ، مزودة بالماسحات الضوئية لقياس درجة حرارة الحضور، وسيفرض وضع الكمامات داخل الصالات وخارجها، كما تم تخفيض عدد المقاعد في الصالات إلى النصف، وسيلزم كل وافد من خارج منطقة "شنغن" بإجراء الفحص الخاص بفيروس كورونا. ويتنافس على "الأسد الذهبي "هذا العام 18 فيلما، بينها 8 من إخراج نساء، كما سيحضر الافتتاح مديرو أكبر ثمانية مهرجانات في أوروبا، التي تتنافس سنويا لجذب أفضل الأفلام، بينها مهرجانا كان وبرلين، تعبيراً عن "التضامن مع صناعة السينما العالمية"، في ظل الأزمة الخانقة التي تعيشها بسبب جائحة كورونا. وتترأس لجنة التحكيم الأسترالية "كايت بلانشيت"، وإلى جانبها الممثل الأمريكي "مات ديلون"، والمخرج الألماني "كريستيان بيتزولد"، والممثلة الفرنسية "لوديفين سانييه". وسيفتقر مهرجان هذا العام لحضور هوليود ونجومها، الأمر الذي علق عليه مدير المهرجان باربيرا بالقول: "ستغيب بعض الأفلام الرائعة، بينما لن يتمكن بعض أعضاء فرق عمل الأفلام المشاركة من الحضور". وشكل مهرجان البندقية على نحو دائم مؤشرا قويا لجوائز الأوسكار، فأغلب الأفلام التي فازت بالأسد الذهبي توجت بعد ذلك بالأوسكار، آخرها فيلم "حوكر" السنة الماضية، وأيضا "لالالاند" و"روما" و"غرافيتي" و"شكل الماء". ولن يمر على السجاد الإيطالي الأحمر النجوم الكبار، الذين يسعدون كل عام بزيارة المدينة الجميلة لحضور فعاليات المهرجان، إذ إنه سيقتصر تمثيل هوليود بالمهرجان على رجل و3 نساء، وهم النجمة الاسترالية "كيت بلانشيت"، التي ترأس لجنة التحكيم، وإلى جانبها "مات ديلون"، والمخرجة الصينية الأمريكية "كلوي تشاو" بفيلمها "The Rider"، وأخيرا الممثلة الأمريكية ذات الأصول الإفريقية "ريجينا كينغ"، وتشارك كمخرجة بفيلم "One Night in Miami" الذي سيعرض خارج المسابقة، وهو يحكي قصة الملاكم "كاسيوس كلاي" الذي أصبح "محمد علي كلاي". وضربت جائحة كورونا مختلف المجالات الاقتصادية والثقافية، ولم تستثن مجال السينما حتى في هوليود، فقد توقف تصوير أكبر الأفلام لمدة 3 أشهر، مثل فيلم "جيمس بوند" الجديد، و"ووندر وومن "1984، و"فاست اند فيريوس"، فيما توجهت استوديوهات ديزني إلى عرض فيلمها المنتظر "مولان" على المنصات الرقمية. المصدر: الدار– أ رم