تسير أغلب البلدان الأوربية إلى اعتماد طريقة ناجعة للحد من تفشي فيروس "كورونا" مع اقتراب موعد الدخول المدرسي الشهر المقبل، وهو إجراء فحوصات شاملة على جميع العاملين في القطاع التعليمي، خصوصا المدرسين، المرتبطين بتواصل دائم مع التلاميذ. وبالإضافة إلى هذه الفحوصات، فإن بلدانا مثل إسبانيا، قررت إلزام التلاميذ ما فوق الست سنوات بالارتداء الإجباري للكمامات داخل الأقسام، بالإضافة إلى تقليص كبير لأعداد التلاميذ في القسم الواحد، بحيث لن يتعدى 20 تلميذا في كل قسم. ومن المرتقب أن تبدأ فحوصات المدرسين في الأيام القليلة المقبلة، في محاولة استباقية لموعد الدخول المدرسي، على اعتبار أن المصابين بأعراض الفيروس سيكون عليهم التزام حجر منزلي لأسبوعين، وهو ما يتوافق مع عودتهم مباشرة مع موعد الدخول المدرسي. ويوجد العالم أمام تحد حقيقي مع اقتراب مواعيد الموسم الدراسي الجديد في بلدان كثيرة، وهو ما يحتم اتخاذ إجراءات وقائية غير مسبوقة، في ظل ارتفاع كارثي في أعداد المصابين بالفيروس، فيما لا يزال الموعد بعيدا عن طرح أول لقاح مضاد للفيروس. وتحاول أغلب البلدان التي يتفشى فيها الفيروس استباق موعد الدخول المدرسي بإجراءات متسارعة، في محاولة لتجنب تأجيل بداية الدراسة، خصوصا وأنه تم إلغاء جزء كبير من العملية التعليمية الموسم الماضي، وهو ما خلف أضرارا كبيرا للتلاميذ. وفي إيطاليا، قررت الحكومة المركزية إعطاء الأولوية في الدخول المدرسي الجديد للمدرسين الذين سبق أن تعافوا من الفيروس، والذين ستكون لهم الأسبقية في ممارسة عملهم، على الرغم من أنه لم يثبت علميا أن الفيروس لا يعاود الإصابة لنفس الشخص. ولا يستبعد أن تعمد الكثير من الحكومات الأوربية، إلى تأجيل جديد لموعد الدخول المدرسي، على الأقل إلى شهر أكتوبر أو نوفمبر، حسب وضعية الحالة الوبائية في كل بلد.