في إطار الاحتفال بالذكرى الحادية والعشرين لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه الميامين، نظمت سفارة المملكة في بنما العديد من الأنشطة، التي تمت بشكل افتراضي بفعل السياق الدولي الحالي المتسم بتفشي وباء كورونا، وتدابير الحجر الصحي التي تفرضها السلطات البنمية. وفي هذا الصدد، نظمت سفيرة المغرب ببنما، أمامة عواد، لقاء افتراضيا تميز بمشاركة أزيد من 50 شخصية بنمية من مشارب سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، بتعاون مع نادي "روتاري" ببنما. وفي كلمة بالمناسبة، سلطت السيدة عواد الضوء على قيادة جلالة الملك، الذي قاد المملكة على درب الحداثة والديمقراطية، مع صون التقاليد التي طالما ميزت الهوية المغربية، مبرزة، في هذا السياق، الدلالات العميقة لهذه الذكرى، وكذا الدور الذي ما فتئت تضطلع به المؤسسة الملكية على مدى قرون، ومشددة على أن هذا التعلق الثابت لجميع المغاربة بملكهم يتجدد من خلال الاحتفال بعيد العرش. واستعرضت السفيرة المشاريع الكبرى التي باشرها المغرب في عهد جلالة الملك وكذا الإصلاحات والتقدم الديمقراطي الذي شهدته المملكة في مجال حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية وفصل السلط، وهو تطور ما فتئ جلالة الملك يحرص على تحقيقه. وبخصوص التداعيات الصحية والاقتصادية والاجتماعية للأزمة الصحية المرتبطة بجائحة كورونا، التي يعرفها المغرب، على غرار جميع دول العالم، أكدت الدبلوماسية أن التدبير الجيد لهذه الأزمة مكن من ‘التخفيف من آثارها السلبية، ومن تعزيز حس الوحدة والتضامن بين الشعب المغربي". وفي معرض تطرقها للسياسة الخارجية للمغرب، أكدت السفيرة على انفتاح المملكة المعهود على العالم، والذي يسمح لها بتعزيز حضورها الدبلوماسي وإشعاعها على الساحة الدولية، مبرزة أن تعزيز التعاون جنوب جنوب يشكل إحدى التجليات الرائعة للإرادة الملكية التي وضعت إفريقيا في صلب السياسة الخارجية المغربية. وقالت الدبلوماسية إن أمريكا اللاتينية ليست بمعزل عن هذه السياسة، مؤكدة، في هذا الصدد، أن مشاركة رئيس الحكومة في حفل تنصيب رئيس بنما في يوليوز 2019 تمثل إشارة قوية على الاهتمام الذي يوليه المغرب لتعزيز علاقاته مع هذا البلد. كما سلطت الضوء على مقومات المملكة وفرص التعاون الثنائي، لاسيما في مجالات الفلاحة والسياحة والملاحة البحرية وتدبير الموارد المائية، مبرزة، من خلال خريطة، الموقع الاستراتيجي للمملكة كنقطة التقاء بين البحار والقارات، كما أبرزت الصور التوضيحية التي رافقت العرض مظاهر التنمية التي شهدتها الأقاليم الجنوبية، على الخصوص. وخلال هذا اللقاء التفاعلي، أعربت الشخصيات البارزة المدعوة عن تهانيها الحارة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وللشعب المغربي، وكذا عن إعجابها بمستوى التنمية الذي حققته المملكة. ونشرت البعثة الدبلوماسية المغربية أيضا رسالة عبر شريط فيديو موجهة، على الخصوص، إلى كبار ممثلي السلطات البنمية، والقطاعات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإعلامية. وأكدت السيدة عواد في رسالتها، التي رافقتها مقتطفات مصورة تبرز أهم المحطات في العلاقات الثنائية خلال العام المنصرم، أن الاحتفال بعيد العرش هذه السنة، ورغم أنه تم بطريقة مختلفة بسبب الظروف الخاصة المرتبطة بوباء كورونا، فإنه تميز بنفس أجواء الفرحة والحماس. كما حرصت سفارة المملكة على نشر الخطاب الملكي بمناسبة عيد العرش على نطاق واسع وتلقت العديد من عبارات الصداقة ورسائل التهنئة الحارة الموجهة إلى جلالة الملك، لا سيما من الجالية اليهودية التي تنحدر من أصول مغربية والمقيمة في بنما، والتي جددت تعلقها الثابت بالعرش العلوي وببلدها الأصل، المغرب.