بعد ثمانية أشهر فقط من نتائجه التي وصفها مراقبون ب"الممتازة" في الانتخابات المحلية، يمر حزب "فوكس" اليميني المتطرف، بأزمة خطيرة في مدينة سبتة المغربية المحتلة، معقله الانتخابي. وذكرت صحيفة "الموندو" الاسبانية، اليوم الخميس، أن اثنين من النواب الستة في مجلس المدينةالمحتلة، غادر الحزب، ويتعلق الأمر ب"ماريا ديل كارمن فاسكيز" و"خوسيه ماريا رودريغيز"، مشيرة الى أن الحزب "لايزال القوة الثالثة في انتخابات ماي الماضي، بأربعة مقاعد. و أوضح النائبان المستقيلان " Vázquez و Rodríguez " أن رحيلهم يرجع إلى ما يعتبرونه إدارة استبدادية من قبل القيادة المحلية. بالإضافة إلى ذلك، يؤكدان أن الحزب يحتفظ بنبرة مهينة ضد الجالية المسلمة في المدينة، كما هو موضح في بعض الرسائل من مجموعات الحزب في تطبيقات الواتساب، التي كتبها القادة المحليون للحزب في حق الجالية المسلمة، والتي تم بثها من قبل مؤيدي الحزب الناقدين، كما قالوا انهم " يعانون من مضايقات من إدارة الحزب، التي يقودها في سبتة رئيس المدير، خوان سيرجيو ريدوندو. رحيل النائبان، يأتي في لحظة رئيسية وحساسة في السياسة المحلية بالمدنية المغربية المحتلة، حيث أن الحزب قد وقع اتفاقية مع حزب الشعبي للموافقة على الميزانيات وإعطاء الاستقرار لحكومة خوان خيسوس فيفاس. وبدأت العملية التي توجت بمغادرة النائبين في نونبر الماضي، عندما تبين أن مجموعة من قيادات الحزب في سبتة قد بعثت برسالة إلى رئيس الحزب، سانتياغو أباسكال، تندد بأن خوان سيرجيو ريدوندو، يمارس نوعا من "الاستبداد" في صفوف الحزب بالثغر المحتل. ودفعت الرسالة زيارة إلى سبتة من قبل رئيس المنطقة الإقليمية لنائب سكرتير حزب فوكس الوطني، Ignacio Ansaldo ، لمحاولة تهدئة الانتقادات وإدارة رحيل بعض أعضاء المدير، فيما يواجه الحزب مشكلة أخرى في سبتة، والتي يمكن أن تتفاقم أيضًا من خلال رسائل تداول عدد من رسائل عبر تطبيقات الواتساب لأعضاء بارزين وقيادات رئيسية في تكتل سانتياغو باسكال. وتمكن حزب "فوكس" اليميني الإسباني المعادي للإسلام والمهاجرين، نحو 10 بالمئة من أصوات الناخبين في الانتخابات البرلمانية الاسبانية التي جرت يوم 28 أبريل 2019 ، ودخل البرلمان لأول مرة بحصوله على 24 مقعداً من أصل 350 مقعدا، وهي مجمل عدد مقاعد البرلمان. ولا تختلف توجهات فوكس عن توجهات الأحزاب اليمينية المتشددة في القارة الأوروبية مثل الجبهة الوطنية في فرنسا والبديل لألمانيا، والتي تتمحور حول العداء للاجئين والمهاجرين والمسلمين والتشكيك ببعض مؤسسات الاتحاد الأوروبي، كما يتبنى فوكس مواقف مناهضة للإجهاض والمثليين والمتحولين جنسيا وحقوق المرأة. ويقود الحزب السياسي اليميني المفوه، سانتياغو آباسكال، البالغ من العمر 43 عاما والذي كان عضوا في الحزب الشعبي المحافظ. قبل أن ينشق عنه ويؤسس الحزب الجديد قبل أربع سنوات.