في الوقت الذي لم ترشح فيه أي معطيات رسمية حول مآل عملية "مرحبا" لهذه السنة الخاصة بأفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، والتي من المفترض أن تنطلق يوم 15 يونيو الجاري، شرعت سلطات مدينة "أليكانتي" الاسبانية، في الاستعداد لهذه العملية الصيفية رغم عدم اتضاح الرؤية بخصوصها سواء من الجانب المغربي أو الاسباني لحد الساعة. أليكانتي تستعد لتنظيم العملية بشروط وقائية وكشفت وكالة الأنباء الاسبانية "ايفي" أن سلطات مدينة أليكانتي، واحد من أهم المعابر التي يمر عبرها أفراد الجالية المغربية العائدين الى أرض الوطن، قررت اتخاذ الاحتياطات الصحية الوقائية في المناطق المشتركة، بما في ذلك تلك التي تهم سائقي السيارات، أماكن وقوف السيارات العابرة في ميناء المدينة، كما ستتم مراعاة القدرة الاستيعابية للبواخر المغادرة إلى الشاطئ الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط، إذا فتحت البلدان المعنية حدودها بحلول موعد عملية عودة الجاليات المغاربية. وبهذا المعنى، سيعتمد تنظيم عملية "مرحبا" جزئيًا على تنظيم حركة المرور على الطرق التي تربط الدول الأوروبية الأخرى بإسبانيا، ولا سيما فرنسا وبلجيكا، كما ستضطر إسبانيا، أيضا، إلى إعادة فتح موانئها بحلول 15 يونيو الجاري وأيضاً وقبل كل شيء، سيتعين على اسبانيا انتظار رد السلطات المغربية فيما يتعلق بفتح الحدود الجوية والبحرية، التي تم اغلاقها منذ مارس الماضي كجزء من تنفيذ مقتضيات حالة الطوارئ الصحية. انقسام في اسبانيا حول مآل عملية "مرحبا" الافتقار إلى وضوح الرؤية فيما يخص عملية "مرحبا" لصيف هذه السنة لم يثبط الإسبان، حيث قال رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، يوم الأحد إنه تتم حاليا دراسة الإجراءات التي سيتم اتخاذها في حالة تقرر تنظيم عملية مرحبا"، مشيراً إلى أن حكومته باشرت الاتصالات مع الحكومات الأخرى، الأوروبية والمغربية بهذا الخصوص. و إذا كان بيدرو سانشيز يرغب في طمأنة الجانب المغربي بخصوص عملية "مرحبا" لهذه السنة، فان رئيس حكومة اقليم الأندلس، خوان مانويل مورينو، طالب قبل أيام بإلغاء العملية، مؤكدا أن " الوضع المرتبط بتفشي وباء فيروس كورونا الجديد لا يسمح بتنظيمها في ظروف مواتية"، وهو ذات الأمر الذي ينطبق على تشكيلات اليمين الإسباني التي تطالب بإلغاء عملية مرحبا 2020. و قال وزير الداخلية الإسباني، فيرناندو غراندي مارلاسكا، في تصريحات إعلامية سابقة، إن "عملية مرحبا 2020 المخصصة لتنقل الجالية المغربية المقيمة بالخارج عبر مضيق جبل طارق، لن تنطلق هذه السنة في تاريخها المعتاد مثل كل سنة، دون أن يُعلن عن أي موعد جديد لانطلاقها". وأضاف مارلاسكا في هذا السياق خلال لقاء لمجلس الوزارء، بأن عملية العبور لسنة 2020 ستكون مختلفة جدا عما سبق، بسبب حالة الطوارئ الصحية التي تعرفها إسبانيا والمغرب. من جانبها، اعتبرت وزيرة المالية والمتحدثة باسم الحكومة الإسبانية ماريا خيسوس مونتيرو، أن تنظيم عملية "مرحبا" لهذه السنة يظل "مسألة معقدة"، معربة في حديث على محطة راديو كادينا SER يوم الاثنين، عن قلقها بشأن الأنظمة الصحية في البلدان المستقبلة لأفراد الجاليات، فضلا عن قدرتها على توقع مثل هذا التدفق الكبير للمسافرين. وشدد الوزيرة الاشتراكية على أن " الأولوية يجب أن تعطى للحفاظ على القارة الأفريقية ضد الوافدين، الأمر الذي يمكن أن يسبب عدوى جسيمة لسكان القارة، مشيرة الى أنه "سيكون لدى المغرب الكثير ليقوله بشأن هذه القضية برمتها"، مؤكدة على ضرورة فتح قنوات الحوار في المراحل الأولى بين حكومتي المملكتين الاسبانية والمغربية بشأن مآل عملية مرحبا الخاصة بأفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج. مستقبل غامض للعملية بعد تمديد المغرب لحالة الطوارئ الصحية ومن المنتظر أن يعرف موضوع عملية "مرحبا" لهذه السنة تطورات متسارعة خلال الأيام القليلة المقبلة، خصوصا بعد أن قرر المغرب تمديد حالة الطوارئ الصحية الى غاية 10 يوليوز المقبل، والتخفيف من إجراءات الحجر الصحي حسب الوضعية الوبائية بكل جهة وإقليم.