بعيد اجتماع وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت بالنقابات لإصلاح تعثر الحوار الاجتماعي مع الحكومة، نظمت الكونفدرالية الديمفراطية للشغل، اليوم الجمعة، مسيرة احتجاجية بالسيارات، تنديدا بما وصفته ب"الوضع الاجتماعي المأزوم للشغيلة"، والذي يتمثل في "تعطيل التفاوض الاجتماعي وغياب الإدارة السياسية لدى الحكومة". وشارك المئات في المسيرة الحاشدة، حيث وصلت عشرات السيارات من مختلف المدن المغربية إلى مدينة طنجة بعد زوال يومه الجمعة، للتعبير عن غضبهم على قمع الحريات النقابية، مؤكدين رفضهم "استخفاف الحكومة بالمطالب الاجتماعية للطبقة العاملة" و"ضرب القدرات الشرائية للمواطنين من خلال الرفع في أسعار المواد الغذائية والمحروقات". ورفع المحتجون شعارات من قبيل "بالنضال والصمود الحقوق ستعود"، و"غيثونا غيثونا.. والحكومة زيزونة" و”المواطن مقموع يبكي بالدموع". وفي هذا السياق ، قال عبد القادر الزاير، الكاتب العام للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، إن المسيرة "عرفت نجاحا كبيرا، وتعدى عدد السيارات 1000 سيارة". وسجل الزاير، في تصريح ل"الدار"، أن المطالب التي رفعها المحتجون تتلخص في "تحسين ظروف العمل وتنمية المطالب المادية والمعنوية للشغيلة، والزيادة في أجورها، وتوفير الشغل، وعدم التضييق على المشاريع الصغرى والاستثمارات".
وزاد "نتمنى من الدولة أن تأخذ مطالبنا بعين الاعتبار، وتحقيق مطالبنا التي ستجعل المغاربة بقهمون أن لهم خيرات في بلادهم، وأنهم يستفيدون من هذه الخيرات".
واحتج المتظاهرون على "محاصرة الحكومة للحريات النقابية"، حيث اعتبروا أنها "تمارس رقابتها على النقابات، في الوقت الذي "تستمر في تنفيذ السياسات العمومية اللاشعبوية، التي تجهز من خلالها على المكتسبات الاجتماعية" على حد تعبيرهم. وكانت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل أعلنت تسمكها بتنظيم مسيرة احتجاجية، معتبرة، في بلاغ لها، أن الحوار الاجتماعي مع النقابات يعرف انحباسا، والبلاد " تعيش وضعا متأزما و مقلقا على المستوى الإقتصادي و الإجتماعي نتيجة فشل السياسات الحكومية المتعاقبة". وأضاف البلاغ أن "وضعية التجار الصغار و المهنيين مأزومة" نتيجة "سياسة غير عادلة للضرائب أثقلت كاهل المواطنين البسطاء، بينما يعفى منها كبار المضاربين و الملاك". وكانت الكونفدرالية قد أعلنت أن الحوار الاجتماعي الثلاثي الأطراف وصل نقطة الصفر، و العودة إلى طاولة جلساته لن تجدي لأية نتيجة مرضية ترقى في مخرجاتها إلى انتظارات الشغيلة.