مشاهد غريبة للحيوانات في زمن كورونا.. الحيوانات الأليفة خصوصا، التي تعيش بيننا اما داخل المنازل او في المدن. تبدو مستغربة مما يجري أكثر مما نستغرب نحن، لكنها تتصرف بطريقة تجعلها تستمتع بهذه الايام الاستثنائية، التي ربما لن تدركها فيما يأتي من حياتها. الكلاب الهائمة في المدن، وهي بالآلاف، والتي كان الناس ينزعجون منها او يطاردونها احيانا الى درجة القتل، تبدو مستغربة من كل هذا الفراغ في الشوارع، الى درجة انها تحس بكونها مالكة الزمان والمكان، وصارت تسرح في الشوارع غير آبهة بما حولها وتحاول ان تلتقط قوتها كما كانت تفعل دائماً من المزابل او فيما يرميه لها البعض من النوافذ. الحدائق التي كانت محرمة على الكلاب صارت المكان المفضل لها، انها تتمرغ في العشب وتلهو وتقفز وتناوش بعضها بسعادة غير مسبوقة، ولسان حالها يتساءل: ترى ماذا جرى لبني البشر.. أين هم..؟ القطط بدورها تبدو مستغربة أكثر مما هي مستمتعة، فحين يقل الناس في الشوارع يقل رزقها، فهذه الحيوانات المدللة، حتى لو كانت مشردة، فإنها تحظى دائماً بتعاطف الناس لمجرد ان يسمعوا مواءها الحنون والخنوع. طيور النورس التي قل قوتها في البحر، صارت من زمان تزاحم القطط والكلاب على المزابل، لكن النوارس كانت تنتظر ساعات محددة جداً يقل فيها الناس لكي تحيط بحكايات القمامة كما تحيط بوليمة. اليوم تبدو تلك الطيور أكثر شبعا واكثر استمتاعا بعد غياب الناس. لقد منحها فيروس "كورونا" فرصة ان تلتقط قوتها في أي وقت تشاء. هناك أيضاً الجانب القاتم في حياة هذه الحيوانات في ظل تفشي الوباء، فكثيرون تخلوا عن حيواناتهم الأليفة وطردوها من منازلهم بلا رحمة خوفا من العدوى، رغم عدم ثبوت إصابة الحيوانات بالفيروس. وفي شوارع المدن المغربية تبدو كلاب وقطط مدللة حديثة العهد بالشارع، بعدما أمضت كل حياتها معززة مكرمة في حضن أصحابها. إنها تناقضات من زمن الفيروس، قد لا تتكرر يوما.