في الوقت الذي أعرب فيه العديد من الخبراء عن قلقهم بشأن قدرة بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على احتواء انتشار فيروس كورونا؛ بسبب ضعف النظم الصحية في بعض هذه البلدان، وضع مؤشر الأمن الصحي العالمي (GHS)، الذي اعتمدته جامعة «جونز هوبكينز» الأمريكية، المملكة ضمن البلدان القادرة والجاهزة على مواجهة الأوبئة والحد من انتشارها ومن ضمنها فيروس "كورونا" المستجد "كوفييد19". وجاء المغرب في المرتبة ال68 عالميا من أصل 195 دولة، والأولى على مستوى البلدان المغاربية، والرابعة افريقيا ب43.7 نقطة، متقدما على تونس في المركز ال122 ب33.7 نقطة، و موريتانيا في المرتبة ال157 ب27.5 نقطة، وليبيا في المركز ال168 ب25.7 نقطة، والجزائر في المرتبة ال173 ب23.6 نقطة. المؤشر وضع المغرب في فئة ما يسمى بالدول "الجاهزة" لمجابهة وباء "كورونا"، إلى جانب دول مثل إسبانيا التي حلت في المرتبة ال15 عالميا ب65.9 نقطة، إيطاليا في المرتبة ال31 ب56.2 نقطة، والبرتغال في المركز ال20 ب60.3 نفطة. وفي المؤشرات الفرعية، احتلت المملكة المرتبة ال 88 في مؤشر الوقاية برصيد 34.6 نقطة، والمرتبة ال53 في الكشف ب 56.8نقطة، و المرتبة ال 38 في القدرة على الاستجابة لهذا الفيروس ب 51.5نقطة، والمرتبة ال71 في الصحة ب29.5 نقطة، و المرتبة ال170 في المعايير المعمول بها عالميا ب32.7 نقطة، والمرتبة ال97 في مستوى الخطر ب55.9 نقطة. وصنف المؤشر، الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، هولندا، كندا، أستراليا، تايلاند، السويد، الدنماراك، كوريا الجنوبية، فنلندا، ضمن أكثر البلدان استعداد لمواجهة فيروس "كورونا" فيما صنفت كوريا الشمالية، الصومال، وغينياا الاستوائية ضمن أقل البلدان جاهزية لمواجهة الوباء. واستنادًا إلى مؤشر الأمن الصحي العالمي (GHS)، الذي اعتمدته جامعة «جونز هوبكينز» الأمريكية، الذي يحدّد مستوى الدول في التحضير للتهديدات الصحية، تقع الدول الأكثر تحضيرًا في أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية بينما في العالم العربي فتأتي المملكة العربية في مقدمة قاطرة الدول التي تحوز أفضل نظام وقائي لمواجهة مثل هذه التحديات. مؤشر GHS هو مشروع مشترك لمبادرة التهديد النووي (NTI) ومركز جونز هوبكنز للأمن الصحي (JHU) وتمَّ إعداده بالتعاون مع وحدة الاستخبارات الاقتصادية (EIU) التابعة لمجلة الإيكونومست، يهدف إلى «إحداث تغييرات في أمن الصحة على المستويات الوطنية وتعزيز القدرات الدولية على مواجهات تفشي الأمراض المعدية التي يمكن أن تؤدي إلى أوبئة عالمية. وكشف تقرير للمشروع أنَّ متوسط درجة مؤشر GHS هي 40.2 درجة من أصل 100، وأنَّ عدد البلدان ذات الدخل المرتفع وعددها 60 دولة حققت متوسط 51.9 درجة، ومن بين 116 دولة من الدول ذات الدخل المرتفع والمتوسط لم تحقّق أي منها أكثر من 50 درجة. وتزامن صدور تقرير ترتيب مؤشر GHSمع تفشي مرض كورونا المستجد، ويعتمد بالكامل على البيانات التي توفرها البلدان المذكورة من تلقاء نفسه أو البيانات المتوفرة عنها لدى المنظمة دولية، وعمل القائمون على مشروع GHS مع فريق استشاري دولي مكوّن من 21 خبيرًا من 13 دولة لتكوين 140 سؤالًا، تشمل 6 فئات و34 مؤشرًا و85 مؤشرًا فرعيا لتقييم قدرة الدول على مواجهة تفشي الأوبئة. وتشمل هذه الفئات قدرة الدول على «منع» نشوء انتشار مسببات الأمراض و«الاكتشاف المبكر والإبلاغ عن الأوبئة ذات الاهتمام الدولي»، ومدى «الاستجابة السريعة» والتخفيف من حدة انتشار المرض، ومدى قدرة «النظام الصحي» على معالجة المرضى وحماية العاملين في القطاع الصحي، و«الامتثال للمعايير الدولية» ومدى «خطر» وقوع الدول في وجه التهديدات البيولوجية.