أضحت حرائق الغابات قضية على المستوى العالمي، خاصة بعد حرائق استراليا والبرازيل .المؤكد أن هناك قضيتين لا علاقة بينهما يعززان حالياً دعوة متحمسة لتنشيط تعاون بين المغرب وإسبانيا والبرتغال . القضية الأولى هي مسألة الهجرة غير الشرعية، حيث قفزت إسبانيا مجدداً إلى المرتبة الأولى أوربياً من حيث استقبال مهاجرين. القضية الثانية، هي الحرائق التي تشتعل بين الفينة والأخرى في غابات المغرب وإسبانيا والبرتغال. في القضية الأولى تحولت "سبتة " و "مليلية" اللتان تحتلهما إسبانيا إلى مصدر موجات من هجرات متتالية . وكان قد كشف النقاب عن أن إسبانيا قررت بالتفاهم مع المغرب إرسال طائرات بدون طيار (درون) لمراقبة المنطقة التي تفصل بين سبتة ومليلية والمناطق المجاورة لهما. كان تعبير "الفرار إلى الغرب" من التعابير الشائعة قبل انهيار الكتلة الشرقية، وتحطيم جدار برلين في عام 1989. كان معتاداً ايامئذٍ أن يستغل أحد مواطني "شرق اوربا" فرصة وجوده في إحدى عواصم اوربا الغربية، فيقرر طلب اللجوء السياسي وتتناقل وكالات الأنباء الخبر، وتقول ان فلانا " فر الى الغرب". الآن جاء زمن أصبح فيه "الفرار إلى الغرب" مسألة مختلفة ، أصبحت الهجرة تكاد تقتصر على مهاجرين منهكين بسبب الحروب والأوضاع الاقتصادية المتردية. في القضية الثانية، كان المغرب قد بادر إلى التعاون مع البرتغال وإسبانيا لإخماد حرائق الغابات في البلدين، وساهمت قوات الوقاية المدنية في مساعدة البرتغال لإخماد حرائق الغابات . إذن حرائق الغابات والمهاجرين ستقود حتماً لتعزيز علاقات بين الدول الثلاثة.