خلال سنة واحدة تجاوز عدد المنتحرين في المملكة عشرات المئات. فوفقا لأحدث تقرير لها اعتمد على إحصاءات تعود إلى عام 2016، كشفت المنظمة العالمية للصحة، أنه فيما يخص المغرب، انتحر 1014 شخصا، من بينهم 613 امرأة و400 رجل، خلال سنة واحدة. التقرير الصادر شهر شتنبر من سنة2019، يشير الى أن المعدل العالمي الموحّد حسب السنّ للانتحار في عام 2016 بلغ 10.5 لكل 100 ألف نسمة. بيد أن المعدلات تباينت بين البلدان من 5 وفيات بالانتحار، إلى أكثر من 30، لكل 100 ألف نسمة، كما أن 800 ألف شخص يقدمون على الانتحار كل سنة في العالم. ورغم أن المغرب يسجل أقل معدل في حالات الانتحار في العالم العربي، الا ان المغرب يوجد ضمن البلدان الستة على الصعيد العالمي التي تنتحر فيها النساء أكثر من الرجال ) 613 امرأة و400 رجل( الى جانب ليسوتو، باكستان، بنغلاديش، بيرمان، الصين. عن هذه الأرقام، تقول مريم بوزيدي لعراقي، رئيسة جمعية "سوري دي رضا" التي تتخذ من الدارالبيضاء مقرا لها :" تقوم النساء بالعديد من محاولات الانتحار أكثر من الرجال. لحسن الحظ بعض الحالات تبوء بالفشل". وأضافت مريم، التي تحمل الجمعية اسم ابنها "رضا"، لذي انتحر سنة2019 وعمره لايتجاوز 13 عامًا، :" كنا أول أسرة في المغرب تتحدث علانية عن الانتحار. أردنا السماح للقُصَّر – الفتيات والفتيان – بعدم البقاء معزولين أو في محنة". وتعتقد رئيسة الجمعية أن موضوع الانتحار لازال من الطابوهات في المجتمع المغربي، بالنظر إلى أن الإسلام يحرم الانتحار، وهو أمر نلاحظه في الوسط الحضري، لأن الانتحار في المدينة مقارنة بالبوادي، " له الكثير من العواقب على الصورة والعائلة والسمعة". أما من حيث الأسباب التي تدفع المرأة المغربية إلى الاقدام على الانتحار فهمي متعددة، اذ قد يدفعها الإحساس بالاكتئاب الشديد والعنف المنزلي الى التفكير في الانتحار، علاوة على بعض حالات الأمهات العازبات، اللائي يصبحن حوامل خارج إطار الزواج ولا يرغبن في إبقاء أطفالهن"، دون نسيان الإحساس بفقدان الثقة بالنفس، وفي المستقبل…". وأكدت مريم بوزيدي لعراقي أن "الانتحار أضحى موضوعا يحظى بالاهتمام في المجتمع المغربي"، داعية الى سن استراتيجية وطنية حقيقية للوقاية والحد من حالات الانتحار، لاسيما في صفوف النساء".