قبل شهر دقت منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر بشأن ارتفاع حالات الانتحار عبر العالم، وقدمت معطيات تهم المملكة تفيد بأنه خلال سنة واحدة تجاوز عدد المنتحرين بها عشرات المئات، مشيرة الى أنه فيما يخص المغرب، انتحر 1014 شخصا، من بينهم 613 امرأة و400 رجل، خلال سنة واحدة. التقرير سجل أن من بين 100 ألف نسمة ينتحر 2.9 مغربي، ويرتفع المعدل في صفوف النساء ليصل إلى 3.4، في حين ينخفض لدى الرجال إلى 2.3. ارتفاع حالات الانتحار في صفوف النساء، يمكن تفسيره، وفقا للأطباء النفسانيين، لأسباب نفسية، بما في ذلك اليأس المصحوب بالوحدة أو العزلة الاجتماعية، علاوة على الاضطراب العقلي مثل الاضطراب الثنائي القطب أو الفصام أو إدمان الكحول أو سوء المعاملة من الأزواج. وتشير العديد من رسائل الدكتوراه، التي تتناول موضوع انتحار النساء، الى أن الأشخاص الذين يختارون وضع حد لحياتهم، هم عمومًا شباب في سن الثلاثين، فتيات صغيرات يائسات بعد الحمل غير المرغوب فيه، أو الاغتصاب، والعاطلين عن العمل، والمرضى غير المتزوجين وأخيراً الذين يعانون من مشاكل نفسية. الى جانب ذلك، كشفت دراسة أجرتها وزارة الصحة ومركز المستشفى الجامعي في الدارالبيضاء عام 2010، ويستشهد بها العديد من الأطباء النفسيين، أن ما بين 40 إلى 70٪ من حالات الانتحار تنجم عن أشخاص يعانون من متلازمة الاكتئاب، كما أشارت نتائج هذه الدراسة، أيضًا الى أن معدل حالات الانتحار يبقى مقلقا: واحد من كل أربعة يقوم بمحاولة انتحار في كل ثانية، كما أنه غالبًا ما تتم المحاولات في فترة ما بعد الظهر أو في المساء وفي المنزل. تقرير منظمة الصحة العالمية، أظهر أن المعدل العالمي الموحّد حسب السنّ للانتحار في عام 2016 بلغ 10.5 لكل 100 ألف نسمة. بيد أن المعدلات تباينت بين البلدان من 5 وفيات بالانتحار، إلى أكثر من 30، لكل 100 ألف نسمة، كما أن نسبة 79 في المائة من حالات الانتحار في العالم وقعت في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، فقد سجّلت البلدان مرتفعة الدخل أعلى المعدلات، حيث بلغت 11.5 لكل 100 ألف نسمة. ووفقًا للنتائج التي توصلت إليها منظمة الصحة العالمية، فإن معدل الانتحار في المغرب هو 5.3 لكل 100000 شخص، مع وجود 2.5 حالة وفاة لكل انتحار لكل 100،000 شخص. المغرب بحسب المنظمة الدولية، سجل أدنى معدل انتحار في العالم العربي، لكن مع ذلك، على المستوى المغاربي، تحتل المملكة مكان الصدارة في البلدان المغاربية حيث تنتحر النساء أكثر من الرجال. . بالنسبة إلى العديد من الأطباء النفسيين، فإن هذه الأرقام مثيرة للقلق، وتتطلب رعاية منتظمة للأشخاص المعرضين للخطر والمتابعة على مستوى الأسرة. وفقا للممارسي ، يسبق الانتحار عدة محاولات لتنبيه الأقارب الذين يجب أن يكونوا متيقظين لأن غالبية حالات الانتحار تحدث في المنزل. حددت أطروحات الدكتوراه التي تتناول الانتحار وسائل الانتحار المختلفة. أولا، التسمم بالمخدرات، وخاصة العقاقير العقلية أو المضادات الحيوية، كما ان المرأة هي التي تقدم على وضع حد لحياتها بتناول هذه المنتجات، كما أنها تستخدم أيضا المنتجات الطبيعية للاستخدام الخارجي. ثم هناك المنتجات المستخدمة للزراعة والمبيدات الحشرية والمبيدات، كما أن من بين وسائل الانتحار، السقوط من شلالات المرتفعات، وكذلك الانتحار في الغابات، كما لوحظ خلال السنوات العشر الأخيرة، أن استخدام الأسلحة النارية والتضحية بالنفس أصبحت أكثر الوسائل استعمالا.