هناك سبعة دول تتراوح أوضاعها بين الحرب الأهلية وحالة الأزمة المتفاقمة والإحتجاجات..هذه الدول هي سوريا والعراق واليمن ولبنان والسودان وليبيا والجزائر . أفرزت هذه الوضعية وقبلها ما يسمى "بالربيع العربي" ظاهرتين ربما يبدو الأ علاقة بينهما، لكن هناك تقاطعات في العمق. الظاهرة الأولى، هي ان الحروب والإحتجاجات لم تفرز زعامات، لكن خرج من تحت معطف "الربيع العربي" سياسيون يمارسون التهريج او مهرجون يمارسون السياسة. الظاهرة الثانية تنامي ظاهرة الاستقطاب السياسي والاجتماعي والديني بالنسبة للظاهرة الأولى لم يكن ممكناً أو متاحاً أن تفرز الحروب والاحتجاجات زعامات،لأن الفكر الذي يمكن ان تستلهم منه هذه الزعامات توجهاتها وتصوغ طبقاً له راؤها، ليس غير واضح كما يقول البعض، بل لا يوجد أصلاً مرد هذا الفراغ أن الذين فجروا الثورات وقادوا الاحتجاجات هم شباب التغيير نزلوا الى الشوارع تظاهراً أو قتالاً، فهم قطعاً من الناقمين على الظلم والفقر في مجتمعاتهم، ومن المحبطين في آمالهم لكافة الدواعي، ومن الساخطين على فجوات اجتماعية تتسع كل يوم. لكن المسألة الجوهرية أن هؤلاء الشباب يعرفون ما لا يريدون لكنهم لم يعرفوا قط ماذا يريدون بالنسبة للظاهرة الثانية، وهي ظاهرة "الاستقطاب" الحاد الذي يكاد يضع هذه الدول على عتبة حروب أهلية. في تقديري أن هناك عدة أسباب للظاهرة، لا شك من بينها أن الذين قادوا الثورات لم يجدوا أنفسهم في"أروقة الحكم" وكما قال شي غيفارا "الثورة يفكر فيها الأذكياء ويقودها الشجعان ويستفيد منها الجبناء والانتهازيين"