مع اقتراب فصل الشتاء والثلوج، يستعد سكان مجموعة من المناطق الجبلية لاستقبال هذه السنة بمزيد من الصبر على معاناة يومية مع البرد وقساوة ظروف العيش، والتي يزيدها تعقيدا بعد المراكز الصحية والمستشفيات، وهو ما يجعل الساكنة تتخوف على حياة المرضى، و النساء الحوامل نظرا لوعورة التضاريس وصعوبة نقلهن للولادة. وحسب مصطفى علاوي، وهو ناشط جمعوي بدوار تقاجوين التابع لعمالة ميدلت، فإن ساكنة المناطق الجبلية ، خاصة دوار تقاجوين وضواحيه، لسان حالهم يقول بأي حال عدت يا فصل ، فهم اعتادوا على العزلة والحصار ويضيف المتحدث في تصريح لموقع "الدار" هناك تخوف كبير لدى النساء الحوامل، اللواتي سيجدن صعوبة في التنقل في شهورهن الأخيرة في ظل عدم تغير الوضع. الوضع الصحي بمجموعة من المناطق الجبلية، جد صعب، حسي علاوي، بسبب قلة الموارد البشرية، والتجهيزات الطبية، وهو الوضع الذي تتجرعه ساكنة منطقة تقاجوين بميدلت، التي يؤكد المتحدث لا زالت محرومة من التطبيب والعلاج ، باستثناء بعض القوافل الطبية التي تنظمها وزارة الصحة والتي لا تغطي في نظره حاجيات الساكنة الصحية. سوء الخدمات والأوضاع المزرية، بالمستوصف الوحيد بالجماعة، التي تضم كثافة سكانية عالية ، فضلا عن انعدام الأدوية في هذا المركز الصحي الذي يوجه خدماته لأزيد من 5000 نسمة، حيث تنعدم فيه قاعة للتوليد والتي حسب المصدر ذاته، يؤدي غيابها إلى وفاة الكثيرات من النساء الحوامل، لصعوبة نقلهن لأقرب مستشفى اقليمي يبعد ب100 كلم وفي بعض الأحيان يتم نقلهن عبر جرّار أو الدواب. وتساءل المتحدث أين وزارة الصحة من كل هذا وهل المديرية الإقليمية تمثل سكان دوار تقاجوين المعزول للاستفادة من حصصهم في الأدوية؟. ورغم الشكايات والمراسلات التي وضعها السكان لدى الجهات المعنية بخصوص توفير الأطر الصحية والأدوية والمعدات فلا شيء تغير. وطالب الفاعل الجمعوي وزارة الصحة بإيفاد لجنة للتحقيق في الاختلالات التي يعرفها القطاع، وتوفير الأدوية والتجهيزات الطبية والموارد البشرية.