[فى مديح السيدة ج. عبد الحفيظ المرأة التى بكثافة الملائكة وخفة النسيان !!] عيناكِ تخترقان حجب الزمن والنسيان وتحطان هنا أو هناك على صخرة الروح التى تندثر مثل فكرةٍ بلا خطأ واحدٍ أو حتى ملاحظةٍ أخيرة من أحدْ ! أيها الزمن !! أيتها الحشرةُ السامةُ ويا صانع السرادقاتِ والعزم ِ كيف حافظتَ وعبر كل هاتيك السنوات بمهارة لاعب سيرك وحذق عازف أورج ضريرْ – على هاتين العينين الواسعتين الرائعتين وذلك رغم صخورك التى تنحدر ولم تقدر يدك المسننة هذه أن تزيل من على حوائط الذاكرة الدبقة شكل الضحكة الوحيدةِ التى برنّة الفراشات وحيوية جذع أعزل ولم تعد تعرف كذلك - حتى ولو لمرة واحدة - وعبر أنيابك القوية أن تقتلع من على مرآة الزمن الضحلةِ هواء تلك المرأة الغامضة التى تسكن الروح بكثافةِ الملائكةِ وخفةِ النسيان تمهل أيها الزمن تمهل ! ولا تكن مثل بحار وأعمى فصوت خطواتك العليمة المدربة يتردد عبر كل شئ بدءًا من الضوء الرّاسخ وانتهاًء بلحظةِ الموت الرنّان وحفلاته التنكرية وذلك رغم أن نظّاراتك التى تجرى على المحطات والأرصفةِ لتمسح كل شئٍ على الأرضْ لا تترك سوء بقع ٍ من الغبار والدم على سلم الذاكرةِ المتآكل أيها الزمن !! يا حطابَ البهجة توقف وأترك – لىْ – تلك الضحكة َالناعمة َ التى تحتفظ ببلاغة النسيان الخالص وفكرة الضوء ولا تجلس على باب بيتى مثل حدّادٍ بسندياناتٍ ومطارقَ واترك لى قليلاً من الوقت حتى أتذكر تلك الشفة التى تعمل كمستعمراتٍ نائيةٍ وقبل أن تتحول إلى قارةٍ غارقهْ !! أيها الزمن يا حطاب الموت ويا خطاف الزمن لا تترك لخيولك الصاهلة المتوحشة والمدوية عبر الأفق وزنزاناتك الواسعة بحجم الهواءِ أن تدوس بحوافرها التى تطق بالشرر والحتف على تلك النظرة اليتيمةِ الملقاةِ على قاع الذاكرةِ كتذكار أكيد لبحارٍ ميت وعلامةٍ نهائية على صلابةِ هذا العالم ِ وتماسكِهِ .. ! محمد آدم/ شاعر مصري