ليست الكائنات إلا خيالاتنا نحن الجمادات عن عالم آخر ولسنا سوى وهمها في المكان.. هي الأرض تنحني فوق جثة الفينيق تلفظ أنفاسه، تعاتب شكل السحاب. لماذا ازرقاق المياه .. في لجة الازدحام لماذا شفافية الروح في ضوعة الانعزال لماذا التفرد بالموت .. يا أبت أيها الساكن في وفي زحمة الاحتمال؟ أنحني.. تنحني الشمس أمام السلوك المحايد للجبل المغطى بلون الخيال.. ينحني العشب أمام شفافية العاشقين أمام الإوز على هامش النهر أمام انحدار التماهي بلون الشجر أريدك .. غابة فستق نهراً من البرق أريدك بيتاً على حافة الجرح لا يسكنه سوى الله بعد التقاعد ينحني الضوء على جبهتك تتوه المعاني على شفة الشاعر المستباحة تضيع اللغة.. فلا يتبقى سوى الوهم والله في تقاعده في بيت على حافة الجرح. أحبك.. يا صاحبة البيت يا مضيفة الله .. يا سيدة العشب الذي ينحني أمام شفافية العاشقين تكتبين للريح فوق جبينك.. حيث انحنى الضوء.. حيث اسمرارك في وهج الشمس في زاوية الأعراق.. أنت يا سيدة الجرح.. أحبك. سلاماً عليك .. على كبريائك .. رفضك سلاماً عليَ .. أحبك يا مضيعة الروح مالي وللنرجس على حافة الجرف مالي وللغربة الأبدية عنك.. وفيك مالي وأنت تعيدين درب المسافر نحو ارتجاف الحبيب أحبك! سيدة الرمل مضيعة الماء.. أم العطش. مالي وصوتك .. مالي وأنت أحبك! 16 تموز عودة الفينيق في ذكرى الانتصار وتحرير الشهداء الأسرى اليوم ينهض من رماد حريقه الفينيق مغادراً تابوته الخشبي متجرداً من رقمه.. اليوم تنتفض الحجارة والطريق. اليوم يمشي في جنازته الأخيرة متجرداً من سجن قاتله في زنزانة الموتى اليوم ترتجل القصيدة أمه: « هاتوه أحضنه.. أقبل جرحه هاتوه أسخي الدمع فوق جبينه المحروق عله يصحو.. هاتوه أفتقد الخميس.. أزوره، أتلو عليه ماتيسر من كلام الله.. أوزع الحلوى على الأطفال أسخو لحارس الموتى عله يعنى بقبر حبيبي المزروع.. زيتونة.. علماً.. حريق القلب.. نور العين.. دمعتها اليوم ينهض من رماد حريقه الفينيق يمشي وراء النعش مختالاً كأن الروح ترجع بعد أن غابت كأن حياته ما بين قبرين ليست سوى حلم تغص به عظام الصدر اليوم لاموت ولاهم يحزنون اليوم نصر: حين ينهض من رماد حريقه الفينيق تعرفه الأزقة تهتف باسمه الطرقات.. من أجلها غابوا وباسم ترابها عادوا.. طوبى لهم.. طوبى له: كل من صلى ليُزرع في جنباتها زيتونة اليوم عاد.. اليوم يوم النصر يلبس كل زينته الجنوب هنا مروا: تعرفهم صخور الأرض والزعرور هنا كمنوا هنا عصفوا .. هنا انتصروا!! اليوم تحتشد القرى صفاً كتفاً إلى كتف.. تتناقل الأجساد فوق أكفها تشفق أن يمس نقاءها رمل الطريق.. يشتاقهم رمل الطريق.. يحن إلى أقدامهم: هنا مروا..! هاتوه.. نكفنه بالاقحوان بنعناع الجبال بسوسن الغابات هاتوه نحضنه نقبل جرحه نتلوا عليه صلاتنا قبل الوداع.. هاتوه نفتقد الخميس نزوره نتلوا عليه ما تيسر من كتاب الله ندعو له بالخير أن يكون شفيعنا يوم تنزاح الجبال اليوم ينهض من رماد حريقه الفينيق اليوم ننهض ترتقي قاماتنا نكفر بالهزيمة اليوم يوم النصر يوم العائدين اليوم ينهض من رماد حريقه صنين هامش من حديقة الزنبق -1- - في مساحة الاحتمال.. حيث للنرد أفق ظهور وإمكان غياب وحيث القلب خفق سكوت.. والأرض زرع ويباب والبدائل صفات إنسانية بالكلية. تتساوى الأشياء في ذهابها إلى الممكن كأنها.. هي نفسها الأشياء في حيز المستحيل تتصاعد اللغة كما قوس النار فارغة .. إلا من عبء النطق وفوضى السماع. -2- - على المقعد ذكريات.. وآلاف الأسماء تلاميذ مروا من هنا أين هم الآن! في أي شارع أخترع خصيصاً للتسكع!! - فتيات جئن بحثاً عن المساواة عن طريق التعليم في أي بيت الآن ؟! مع أي زوج!! بنات كالعصافير يبحثن عن ضوء حرية يتحدثن عن المساواة وحقوق الإنسان مغرقات في هوة التلفيق تلفيق الأشياء.. وأسمائهن.. ومبررات حرياتهن. -3- - كأنه يرى أشيائه في أماكن أخرى كأنه يعيد لغته إلى مهدها الأصل إشارة الحرف على الجسر المهدم - كأنه يعيد بداية الأشياء كما كانت في عهدة الديناصور. - كأن الأرض ليست سوى ما يريد هامش من حديقة الزنبق - كأن اللغة ليست ما يريد عصافير تغرد في الطريق إلى الشمس - كأنه أنا.. كأنني هو. كأنه يراني .. حيث لا يريد ولا أريد. -4- - يتعادل الزنبق والنرجس في حالة واحدة، عندما يذوب الثلج.. وينكشف الأفق المخفي بغيمة. - أتعادل معك في حالة واحدة.. دلالة هزيمتي-ك الكاملة عندما تعترفين بكل أخطائك وليس فقط بقدرتك على الكذب. -5- -على هامش الوقت يجد المكان أهميته في مشاعر الاحتواء والمغادرة لا شيء يعادل بطئ الساعات في حياتنا -لا شيء أقسى من عقرب الثواني في هروبه نحو موتنا. -6- الآن.. أغوص في اللحظة التي لم تبتدأ بعد تختطفني من المحاور الذي يكتفي بمخاطبتي الآن.. يغادر الحياد موقعه أصبح منحازاً إلي. ==================== أحمد. م. جابر