يمدون عنقي .مانعت قليلا. ما الفائدة. أسلمت أمري. الخشب قديم وأملس. يداعب عنقي. رخو كعنق حمل شم عبير مرج ليومين.لا أريد النظر الى عينيه.ما الفائدة .يود أن أنظر إليه، السيف مسلول. نصل الفضة يلمع ويرشح لهبا باردا.آه كم أنا وحيد بينهم. للنبع روح الجبل. أنفاس الصلد المقطر.دمع يترقرق بين مفاصل الصخر.والعشب يحكي حديث النبع للحجر . كم أنا وحيد بينهم، حبيبتي .. البارحة.. حل الفجر قبل موعده. لم أعرف أن لأناملي ذاكرة. تتذكر ملمس الورد على وجنتيك.هناك في البعيد كنا وحيدين تحت شجرة الرمان.الجدول يمر في القريب ويمضي إلى البعيد. يسير مدردرا بعضا من أنفاس النبع ودررا من رحم الجبل . حل الفجر بصرير باب الحديد. لجزمة السجان وقع النداء في الممر الطويل . تتهادى صورتك تحت خطوات الموت القادم. بين جزمتين تمتد حقول البنفسج وسلام الأقحوان. أعرف حبيبتي.. ليالي طنجة الطويلة . بصاق البحر العالق على ثوبها، و نداء الرحيل الأبدي إلى البعيد، لن يوقف صرير باب الحديد. للأنامل ذاكرة، وللروح ذاكرة تبقى ، تحلق في الأثير. تعلق على أشجار الدوح.. على خرير جدول أو حفيف أوراق الربيع فوق نبعنا الباكي .لن أنظر إلى عينيه. لهب الفضة البارد يتوق إلى عنقي. وحفيف روحك المدهوسة في الممر الطويل تجمع بقايا رائحتي العالقة على صدإ الجدران. كم أنا وحيد حبيبتي.. الصمت يصك آذان الفجر. لن أنظر إلى عينيه. عندما يهوي رأسي بعيدا، تذكري شجرة الرمان وحديث الجدول الصغير. الروح إلى الروح تسير. والجدول إلى النبع لا يعود . بسير يظل يسير =============== عبد النور مزين