ترسلين سكينا أرسل خنجرا المجموعة الشعرية الثالثة لصالح دياب " ترسلين سكينا أرسل خنجرا " هو عنوان المجموعة الشعرية الثالثة لصالح دياب . صدرت عن دار شرقيات في القاهرة. " أندفع بسرعة فائقة إلى المجد" و " دم طري " هما قسما المجموعة . كتب الشاعر المجموعة كاملة في فرنسا أصدر دياب سابقا مجموعتين شعريتين هما " قمر يابس يعتني بحياتي " ،1999 ، دار الجديد، بيروت .و قد نقلها إلى الفرنسية الشاعر المغربي بالفرنسية محمد العمراوي و كاترين شاريو و صدرت عن دار كومباكت 2004 شامبري . و " صيف يوناني "2006 ، دار ميريت ، القاهرة . فضلا عن أنطولوجيا الشعر السوري بعنوان " نوارس سوداء ". طبعة أولى . منشورات البيت 2008 الجزائر . و ينتظر أن تصدر طبعة ثانية منها لتجاوز أخطاء الطبعة الأولى عن الدار نفسها . و ترجم كتاب " كما لو كان حديقة " لجامس ساكري ، دار التوباد 2008 ، تونس. اضافة لدراسة عن " حضور الجسد في شعر المرأة العربية، ألان " بعنوان " وعاء الآلام " دار لوكلاباس ، مونبلييه ، 2007 . نقرأ من الديوان " ترسلين سكينا أرسل خنجرا " بلمحة عين حادثة تاريخية يجب ألا تمر في شكل عابر ، اتصالُكِ بي بعد قطيعة دامتْ أسبوعا . مقاه رمادية أفلام ثقيلة الدم و أغان مضجرة كتب صعبة الهضم موسيقى كلاسيكية بليدة و زيارات متكررة إلى السينْ كلها معا تبدأ بالنزوح . بسرعة ! بعجلة ! إلى الأسفل المصعد لا يعمل آخذ الدرج بسرعة ! بلمحة عين ! إلى الخارج حيث السماء ترفع لي قبعتها الزرقاء . الصخرة الكبيرة هذه الليلة استيقظت كي أغلق النافذة المفتوحة في شكل موارب . ألقيت نظرة على الأشجار التي تهزها الريح . لم أقض وقتا طويلا أرنو إليها . سريعا، وجدتني على الدرب الذي يتلوى في المراعي الجبلية ويؤدي إلى الغابة . سرت حتى الشجرة التي ضربتها الصاعقة . ثم نحو اليمين ، أخذت، بين الصخور، الدرب الذي يوصل إلى البحيرة . عندما وصلت إلى هنا مشيت بمحاذاة نصفها الجنوبي . كلما اقتربت كانت الضفادع تسكت الواحدة بعد الأخرى . عبرت الشلال الأول و الثاني ، ثم تابعت الصعود بمشقة على الركام ، تعثرت ،كلَّ خطوة ، بالحجارة التي كانت تصرصر تحت قدمي . في آخر المطاف ، وصلتُ إلى كومة الصوى . ثم انحدرتُ ، من الطرف الآخر، حتى المستنقع . دخلتُ الأجمةَ ، كان الضوء الفضي للقمر يتجمع في الأوراق ورائحة السرو والصنوبر تعبق في الهواء الساكن . بدأت أميزُها عند حلول الصمت الكبير للفجر . خطواتي اتسعت قلبي ازداد خفقانا . وصلتُ إلى الصخرة الصخرة حيث مارسنا الحب و التقطتِ حصاة ملونة . منذ أن ذهبتِ هي ، طيلة الوقت ، هنا ، في الوضعية ذاتها مركونة ، على الحافة بانتظاركِ . طقس طيلة النهار ، كنا نرغب القيام بالحب لكننا لم نستطع فعله . أنت ذهبت إلى قراءة رواية سميكة كمعجم أنا رحت أرتب الكتب في المكتبة . لم يرن الهاتف و لو مرة واحدة. ساعي البريد لم يمر على غير عادته . كانت عيناك تقفزان فوق السطور و الصفحات وكانت يدي تضع كتابا مكان آخر كيفما اتفق . كدت أن أنهض و أضع نظارتيك جانبا و أقبلك أن أرسل لك رسالة على موبايلك الذي يقتسم معك الكنبة لكنني لم أقم بشيء من هذا القبيل . البرق و الرعد أجبرا يدي على أن تتركا الكتب و رأسك أن يرتفع من على الرواية . التفتنا معا إلى النافذة . كما لو أن السماء أحست بشيء ما فأبرقت و أرعدت لفترة طويلة . فكرت أنها لن تتوقف أبدا . ثم فجأة توقفت. سرنا على غير هدى في صمت كثيف . صمت من نوع لم نعهده يوما . خفنا. شخصت أنظارنا إلى النافذة كما لو أنها مخرج النجاة . بقينا زمنا. زمنا لا يمكن قياسه بالساعة . مذهولين ، جامدين . أمسكنا بقوة بقلبينا . بينما في الخلف ، ناحية المطبخ أشعة الضوء تتسلل ببطء و تملأ الشمس ، على مهل ، الصالون . سمكتان حمراوان سأكتب كتابا جنسيا كتابا سيكون هو الأجمل الأفضل بلا منازع كتابا سيضرب رقما قياسيا في المبيعات سأعطيه عنوانا بسيطا " سمكتان حمراوان " ما إن تراه العين حتى تقع في شرَكِه سيشتريه حتى أولئك الذين لا يحبون القراءة سأملؤه بقصص تشرقط من أول صفحة حتى آخر صفحة كل شيء يتجامع مع كل شيء : الحشرات الطيور الأسماك الأشجار الزهور الخضروات مع الأعشاب المطر و الفطور الرعود و البروق الأنهار مع الجداول والحصى الألوان و الأذواق ثم الروائح الجبال مع سماوات الثلج الليالي مع النهارات وأيضا ، الرجال مع النساء . كتابا سيدفعني دفعا كي أصير غنيا وأكسب كما كبيرا من النقود فأغير سخّان الحمام وأتقدم لنيل شهادة قيادة السيارة و أشتري ستائر لنوافذ المنزل الخمس : نافذة المطبخ ، ونافذتي الصالون و نافذتي غرفة النوم-المرْسم ستائر طويلة تمنع الممرضات والمرضى في المستشفى المقابل من التجسس عليّ عندما أمارس الحب و سأنتهي من هذه الفضيحة مرة واحدة وإلى الأبد.