تعيش سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة متغيرات كثيرة خلال الأيام الأخيرة، بعد تخليها عن المغربي محمد أيت بوسلهام الذي كان يشتغل مشرفا على التواصل داخل السفارة لقرابة عقدين من الزمن، وكان يعتبر واحدا من الموظفين النافذين، وبمثابة اليد اليمنى لأغلب السفراء الإماراتيين السابقين. وبحسب مصادر ل "الأيام" فالتخلي عن المكلف بالتواصل جاء تمهيدا أيضا للتخلي عن خدمات القائم بأعمال سفارة أبو ظبي بالرباط، بحكم أن الظروف الحالية والتغيرات التي تشهدها العلاقات المغربية الإماراتية أصبحت تستدعي تغيير مجموعة من الأسماء الكلاسيكية لبدء صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين، التي شهدت الكثير من المد والجزر خلال الثلاث سنوات الماضية، وصلت إلى حد استدعاء الدولتين لسفيريهما، في سابقة هي الأولى من نوعها في علاقات البلدين، التي كانت توصف على الدوام ب "المتميزة".
هذه التغييرات فرضت على الإماراتيين، الذين قرروا فتح صفحة جديدة مع المغرب، إحداث تغييرات جذرية لكل فريق العمل، وعلى رأسه مكتب التواصل في السفارة الذي عجز عن مواكبة هذه التغييرات ولم يستطع مسايرة تحديات المرحلة، بحسب متحدث من السفارة ل "الأيام"، بل أكثر من ذلك كان سببا في تعميق الأزمة.
وسبق لوزارة الخارجية الإماراتية أن انتقدت بعض الخرجات التي كان يقوم بها المحلق الإعلامي لسفارتها بالرباط، كونه كان وراء تسريب معلومات مغلوطة، مفادها أن السفير الإماراتي السابق قام بإجراء لقاءات مع فعاليات من المجتمع المدني والأحزاب السياسية وشخصيات إعلامية، بهدف إعادة رسم الخارطة السياسية وسحب البساط من تحت أقدام حزب "العدالة والتنمية"، الذي تم تسويقه على أساس أنه تابع للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين، الذي تعتبره الإمارات و السعودية جماعة إرهابية، وحاربته بكل ما أوتيت من قوة في مصر وتونس، وسبق لها أن دخلت في وقت سابق في مناوشات مع رئيس الحكومة السابق عبد الإله ابن كيران، إلى حد أن الأخير أخبر الجهات العليا بالأمر فتم الاحتجاج لدى الإماراتيين على التدخل في السياسة الداخلية للمملكة.