لطالما ظلت العلاقات المغربية الاماراتية في صحة جيدة، فالعائلة الملكية في المغرب تربطها علاقات قوية بالعائلة الحاكمة في أبو ظبي، غير أنه من المؤكد أن هذه العلاقات على المستوى الرسمي شابتها شوائب في السنة التي ودعناها، إلى درجة أن الامارات لم تصوت لصالح استضافة المغرب لمونديال 2026 في خطوة لم يكن يتوقعها المغاربة، مما يؤكد أن أزمة صامتة لم تخرج لوسائل الاعلام تعكر صفو العلاقات بين البلدين. هذه الأزمة غير المعلنة يؤكدها أيضا استدعاء المغرب لسفيره في الامارات محمد أيت واعلي للتشاور، كان ذلك في الأسبوع الثاني من شهر فبراير الذي ودعناه، تزامنا مع استدعاء المغرب لسفيره في السعودية مصطفى المنصوري للتشاور أيضا. آخر الأخبار التي تؤكد وجود أزمة صامتة بين سلطات الرباط و سلطات أبو ظبي، انزعاج المغرب من بعض التحركات و الاتصالات التي تقودها موظفة بالسفارة الاماراتيةبالرباط في الآونة الأخيرة. وفي تفاصيل هذه التحركات "المزعجة" يقول مصدر مطلع أن موظفة التحقت منذ أشهر بالعمل في السفارة الاماراتيةبالرباط، و تشغل مهمة سكرتير للسفير علي الكعبي، الذي تم تعيينه في هذا المنصب منذ سنة تقريبا. حيث قامت هذه الموظفة بإجراء اتصالات و عقدت مجموعة من اللقاءات و المشاورات مع فعاليات من المجتمع المدني و بعض النشطاء السياسيين و الاعلاميين، دون المرور عبر وزارة الشؤون الخارجية و التعاون الدولي المغربية، و هو ما أزعج الرباط. السلطات المغربية تعتبر مثل هذه التحركات بمثابة خرق صريح لأعراف و تقاليد العمل الدبلوماسي المعمول بها في المغرب، حيث سبق لوزارة الخارجية التي يحمل حقيبتها ناصر بوريطة أن عممت مذكرة على كل البعثات و الهيئات الدبلوماسية و أعضاء السلك الدبلوماسي بالرباط، تطالب منهم عدم عقد أي لقاء أو اجتماعات أو مشاورات مع النشطاء و الفاعلين المغاربة، إلا بعد التنسيق و المرور عبر قنوات وزارة الخارجية المغربية. و جاءت هذه المذكرة بعد رصد عدد من الاتصالات المشبوهة التي تورطت فيها بعض البعثات الدبلوماسية المقيمة في المغرب، كان آخرها سفارة دولة إيران، إلى درجة أن الرباط قامت بقطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران، و أصدرت بلاغا في الموضوع.