قال أكبر قائد بحري أمريكي في الشرق الأوسط إن التهديد العسكري الذي تمثله إيران لم يتراجع في المنطقة في أعقاب الهجوم على السعودية في 14 شتنبر مما يشير إلى استمرار بواعث القلق رغم انحسار أعمال العنف. وقال الأميرال جيم مالوي قائد الأسطول الأمريكي الخامس الذي يتمركز في البحرين في مقابلة مع رويترز: "لا أعتقد أنهم يتراجعون على الإطلاق". وحملت الولاياتالمتحدة والسعودية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا إيران علنا مسؤولية الهجوم على منشأتي نفط سعوديتين تابعتين لعملاق النفط أرامكو، وتعد إحداهما أكبر محطة لمعالجة النفط في العالم لكن طهران نفت ذلك. وأعلنت جماعة أنصار الله اليمنية "الحوثيين" المتحالفة مع إيران مسؤوليتها عن الهجوم.
وردا على سؤال عما إذا كان قد شاهد أي تحركات مقلقة للصواريخ الإيرانية في الأسابيع الماضية رفض مالوي التعليق على أي معلومات من المخابرات الأمريكية قادته لهذا التقييم.
وقال مالوي إنه يتابع بانتظام تحركات الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز الإيرانية "سواء كانت تُنقل إلى المستودعات أو منها". كما يراقب قدرات إيران في مجال زرع الألغام.
وأضاف "أحصل على ملخص للتحركات بشكل يومي ثم تقييمات لما يمكن أن يعنيه ذلك".
وتدهورت العلاقات بين الولاياتالمتحدةوإيران بشدة منذ انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي العام الماضي وإعادة فرض العقوبات على صادرات طهران النفطية.
وعلى مدى شهور، أطلق مسؤولون إيرانيون تهديدات غير مباشرة قائلين إنه إذا تم منع طهران من تصدير النفط فلن تتمكن دول أخرى من فعل ذلك أيضا.
ومع ذلك نفت إيران أي دور لها في سلسلة من الهجمات وقعت بعد ذلك ومن بينها هجمات في وقت سابق من العام على ناقلات في الخليج باستخدام ألغام ممغنطة.
وردا على سؤال عن دلالة الهجوم الأخير في السعودية بالنسبة له قال مالوي "أعتقد أنها نسخة برية لما فعلوه بالألغام... سريعة وسرية، انكر ذلك إن استطعت". جاءت تصريحاته بعد أسبوع من إعلان وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أنها سترسل أربعة أنظمة رادار وبطارية صواريخ باتريوت ونحو 200 من أفراد الجيش لدعم الدفاعات السعودية في أحدث خطوة ضمن سلسلة من عمليات الانتشار الأمريكية في المنطقة هذا العام في ظل تصاعد حدة التوتر.
ومع ذلك كان الانتشار الأخير محدودا مما كان قيد البحث في بداية الأمر.
وعلى سبيل المثال ذكرت رويترز من قبل أن البنتاغون يتطلع إلى إبقاء حاملة طائرات في منطقة الخليج إلى أجل غير مسمى وسط تكهنات بأن حاملة الطائرات إبراهام لنكولن والمجموعة القتالية المرافقة لها ستضطر قريبا إلى الرحيل.
ورفض مالوي الحديث عن نشر حاملة طائرات في المستقبل. لكنه أقر بالأهمية الكبيرة لحاملات الطائرات وكذلك السفن في المجموعات القتالية التي ترافقها.
ويتضمن ذلك مساهمة المدمرات التي ترافق الآن حاملة الطائرات إبراهام لنكولن في مسعى بحري متعدد الجنسيات بقيادة الولاياتالمتحدة يُعرف باسم "عملية الحارس".
ويهدف ذلك إلى ردع الهجمات الإيرانية في البحر والكشف عنها إذا حدثت.
وقال "ما تسعى إليه (عملية) الحارس هو تسليط الضوء على ذلك والتأكد من أنه في حالة حدوث أي شيء في البحر فسوف يفتضح أمرهم". ويشمل ذلك توفير ركيزة للمراقبة والاتصالات لتبادل معلومات المخابرات مع الدول التي وافقت على المشاركة والتي تشمل بريطانيا وأستراليا والبحرين والسعودية والإمارات.
وقال "لقد أنشأنا في الأساس منطقة دفاع".
وكانت واشنطن قد اقترحت مسألة تشكيل العملية البحرية في الخليج للمرة الأولى في يونيو حزيران بعد أن اتهمت إيران بمهاجمة ناقلات نفط حول مضيق هرمز وهو ممر ملاحي مزدحم. لكن الاقتراح قوبل بالقلق في بعض العواصم الأوروبية التي تختلف بالفعل مع واشنطن بشأن انسحابها من الاتفاق النووي مع إيران.
واجتمع مالوي مع قائد القوات البحرية السعودية يوم الأحد وأكد له دعم الولاياتالمتحدة في أعقاب هجوم 14 سبتمبر/ أيلول الذي هز أسواق النفط العالمية. وقال إن الدعم الأمريكي يشمل تبادل معلومات المخابرات.