اختار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء مبعوثه الخاص لشؤون تحرير الرهائن روبرت أوبراين، الداعي إلى "تحقيق السلام عبر القوة"، لمنصب مستشار الأمن القومي خلفا لصقر الحرب جون بولتون في ظل أزمة مع إيران. وكتب ترامب على تويتر "يسعدني الإعلان عن تسمية روبرت أوبراين، الذي حقق الكثير من النجاحات في منصب المبعوث الرئاسي الخاص لشؤون تحرير الرهائن في وزارة الخارجية، كمستشار جديد للأمن القومي". وأضاف "لقد عملت مع روبرت بجد ولوقت طويل، سيقوم بعمل رائع!".
وكان ترامب قد قال في اليوم السابق "أعتقد أنه رائع" مبديا حماسته لوضع اسم هذا المحامي والدبلوماسي غير المعروف للرأي العام من بين أسماء الاوفر حظا لتولي هذا المنصب الهام في البيت الأبيض.
وسيكون أوبراين في حال الموافقة على ترشيحه المستشار الرابع للأمن القومي في عهد ترامب.
وشاجبا عدم الاستقرار في إدارة ترامب، قال مستشار الرئيس الديموقراطي السابق باراك أوباما بن رودز ساخرا "ضعوا أنفسكم مكان حكومة أجنبية عليها نسج علاقة مع رابع مستشار للأمن القومي خلال أقل من ثلاث سنوات، علما أن ثمة خطرا ألا يكمل هذا الشخص عاما كاملا في المنصب".
وأقال ترامب جون بولتون المعروف بشاربيه وتفضيله خيار الحرب في 10 أيلول/سبتمبر، مشيرا إلى خلافات عديدة بينهما في ملفات حساسة.
وكان بولتون، الذي يعد صديق جبهة "البوليساريو"، ينظر بسلبية لرغبة الرئيس الذي لا يمكن التنبؤ بتصرفاته في الحوار مع أعداء الولاياتالمتحدة، مثل الرئيس الإيراني حسن روحاني والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون أو حركة طالبان الأفغانية.
واختلف بولتون أيضا مع وزير الخارجية مايك بومبيو الذي أثبت أنه الرجل القوي للدبلوماسية الأميركية في عهد دونالد ترامب.
وعند استشارته بشأن المستشار الجديد، شجع بومبيو على اختيار أحد مرشحيه الذي عمل معه في وزارة الخارجية.
وعمل روبرت أوبراين عمل مع جون بولتون عندما كان سفيرا في الأممالمتحدة، لكن رؤيته المحافظة للسياسة الخارجية تبدو أكثر توافقا مع رؤية دونالد ترامب.
ورحب كذلك السناتور ميت رومني الذي شارك المستشار الجديد في حملته للرئاسة عام 2012 والمنتقد لترامب، بتسمية أوبراين "الرجل صاحب أعلى درجة من النزاهة" للمنصب.
ومنذ عام 2016، توقع الصحافي المحافظ وصاحب التأثير هيو هويت لأوبراين أن يتولى منصب مستشار الأمن القومي وذلك في مقدمة كتاب أوبراين "عندما كانت أميركا نائمة".
وفي ذلك الكتاب الذي نشر قبل تولي دونالد ترامب الرئاسة، انتقد الدبلوماسي سياسة باراك أوباما الخارجية، خصوصا الاتفاق حول النووي الإيراني الذي انسحب منه الملياردير الجمهوري. واعتبر أوبراين في كتابه أنه بمده اليد لهم، شجع الرئيس الديموقراطي "الاستبداديين والظالمين والإرهابيين".
ويقتبس في الكتاب عن أحد "أبطاله"، الرئيس الأسبق رونالد ريغان قوله "نحن نحافظ على السلام من خلال قوتنا؛ الضعف لا يحث إلا على العدوان". ويضيف في الكتاب "أمام التحديات العالمية الجديدة، حان الوقت للعودة إلى سياسة أمن قومي مبنية على السلام عبر القوة"، متوقعا بذلك ما بات النهج الرسمي لدونالد ترامب.
ولم يتعرف ترامب على روبرت أوبراين إلا مؤخرا . وتفخر الإدارة الأميركية بتحقيقها نتائج جيدة في تحرير الرهائن أو السجناء الذين تعتبر واشنطن أن احتجازهم في الخارج له دوافع سياسية أو غير عادل.
ونجحت خصوصا في إعادة العديد من الأميركيين المحتجزين في كوريا الشمالية، وكذلك القس أندرو برانسون الذي أوقفته تركيا وتسبب سجنه بأزمة دبلوماسية خطيرة بين البلدين.
والمفاجأة كانت تكليف ترامب لأوبراين، المختص بشؤون الرهائن، في قضية محاكمة مغني الراب الأميركي أساب روكي في تهم عنف في السويد.
واتهم ترامب السويد، الدولة الديموقراطية والحليفة للولايات المتحدة، باحتقار مصير الأميركيين السود.