أقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء جون بولتون مستشاره للأمن القومي بسبب عدم "الاتفاق مع العديد من اقتراحاته".
وكتب ترامب في تغريدة "أبلغت جون بولتون الليلة الماضية أننا لم نعد بحاجة إلى خدماته في البيت الأبيض". وأضاف "أنا لا أتفق مع العديد من اقتراحاته" في إشارة إلى هذا الرجل المعروف بمواقفه الصارمة حيال إيران وروسيا وكوريا الشمالية.
وأثارت تغريدة ترامب الكثير من ردود الفعل الدولية وقفز اسم بولتون الى التراند العالمي لساعات على موقع تويتر .
ويعد بولتون من المحافظين الجُدد المتشددين، والذي كان يتمتع بتأثير كبير قبيل تعيينه في منصبه. كما أن البعض يصفه بصديق البوليساريو بالنظر لمواقفه المعادية لمصالح المملكة المغربية وخاصة قضية الصحراء .
فهل تغير إقالتة بولتون من نظرة إدارة ترامب تجاه قضية الصحراء أم أن اسمه لا يعدو كونه اسما كغيره من الأسماء التي أقالها ترامب مؤخرا ولا تأثير لها؟
يرى محمد العمراني بوخبزة، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة عبد المالك السعدي، أن هناك لبس في التعامل مع الأشخاص داخل الإدارة الأمريكية بصفة عامة . وقال بوخبزة في حديث ل''الأيام24'' أن السياسة الأميركية ليست بالضرورة سياسة أشخاص بل هي مرتبطة بثوابت تعتمدها الإدارة. وتغير الأشخاص لا يؤثر بشكل كبير على الاختيارات الكبرى للدولة، وهذا لا يعني أنه لا يوجد هناك نسبيا تأثير .
وشدد المحلل السياسي في السياق ذاته أن ، الإدارة الأمريكية تعتمد على نظام اللوبيات الذي يخلق الكثير من التوازنات رغم تغير الأشخاص، والدليل على ذلك أن وصول بولتون الى البيت الأبيض لم يكن له تأثيرات كبيرة على القناعات العامة التي تتبناها الإدارة الأمريكية حول ملف الصحراء . لافتا انه كان هناك نوع من الثبات في موقف الإدارة الامريكية منذ مدة طويلة وخاصة عند اقتناعها بمشروع الحكم الذاتي .
وخلص بوخبزة أن إقالة بولتون، قد تخفف من القنوات التي كانت تعتمد عليها الأطراف الأخرى، في إشارة لخصوم المغرب ، للدخول الى الإدارة الأمريكية ، ما قد يخفف من حدة الحضور ، مشيرا إلى أن الطريقة التي يعتمدها المغرب حتى الآن لم تسمح للأصوات الجديدة للتأثير على الموقف الرسمي الأمريكي، كما ان الحزبين معا الديمقراطي والجمهوري ظل موقفهما ثابتا من القضية المغربية .