دخل المغرب على خط أزمة منطقة "مضيق هرمز"، التي تعرف تصاعد التوتر، خاصة بعد سلسلة من الحوادث مع ناقلات أجنبية، والتي يلقي الغرب باللوم فيها على إيران بعد احتجازها الناقلة "ستينا إمبيرو" في مضيق هرمز، فيما بدا أنه رد على احتجاز بريطانيا لناقلة إيرانية، قبلها بأسبوعين. وأكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، اليوم الثلاثاء، أن المغرب يدعو إلى احترام حرية الملاحة البحرية بمضيق هرمز. وأضاف بوريطة، خلال لقاء صحفي مشترك، عقب مباحثاته مع وزير الشؤون الخارجية وغينيي المهجر، مامادي توري، الذي يقوم بأول زيارة له للمملكة منذ تعيينه، أن "المغرب يتابع، بقلق التطورات الأخيرة، ويدعو إلى احترام حرية الملاحة البحرية بمضيق هرمز، واحترام القانون الدولي وقواعد الملاحة البحرية، التي لا ينبغي أن تتعرض لأي إكراه أو تدخل". وشدد على أن "الأمر يتعلق بمنطقة تحت الضغط، حيث توجد توترات عديدة. نعتقد أن حس المسؤولية يجب أن يسود، وأنه يجب احترام حرية التنقل والملاحة البحرية". وأشار إلى أن "المغرب، على غرار كل البلدان، منشغل بتصاعد التوتر في مضيق هرمز خلال الأسابيع الماضية. موقف المغرب نابع من صفته كعضو بالمنتظم الدولي وأيضا بصفته بلدا تجمعه روابط خاصة مع منطقة الخليج". وتأتي التطورات الأخيرة في إطار تهديدات إيرانية قديمة ومتوالية بإغلاق "هرمز" بدأت جولتها الأخيرة العام الماضي على لسان الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي هدد بإحكام السيطرة على المضيق ومنع تصدير نفط الخليج للعالم، تبعها تصريحات مشابهة لعدد من القادة العسكريين. ومضيق هرمز، يعتبر أهم ممر عالمي للنفط، يعبره ما بين عشرين وثلاثين ناقلة نفط يوميا وهو ما يشكل 40% من تجارة النفط العالمية، كما يبلغ عرضه خمسين كيلومترا، وعمق المياه فيه ستون مترا، إلى جانب أنه يفصل بين إيران وسلطنة عُمان، ويربط الخليجَ بخليج عُمان وبحر العرب. كما يعتبر أهم منفذ للدول العربية المطلة على الخليج العربي، وتصدر عن طريقه نحو 90% من نفطها، خاصة أن جل مستوردات دول الخليج من سفن شحن تمر عبره، وخاصة تلك القادمة من الصين واليابان وكوريا الجنوبية، وغيرها. كما أنه في نظر القانون الدولي يعتبر مضيق هرمز جزءا من أعالي البحار، ولكل السفن الحق والحرية في المرور فيه ما دام لا يضر بسلامة الدول الساحلية أو يمس نظامها أو أمنها، كما تخضع الملاحة فيه بالتالي لنظام الترانزيت الذي لا يفرض شروطاً على السفن طالما أن مرورها يكون سريعاً ولا يشكل تهديدا للدول الواقعة عليه. ويتولى الأسطول الأميركي الخامس المتمركز في البحرين حماية السفن التجارية في المنطقة. وكانت بريطانيا قد دعت في وقت سابق إلى تشكيل قوة بحرية لضمان الملاحة في المنطقة ، خاصة بعد احتجاز الحرس الثوري الإيراني لناقلة نفط بريطانية في مضيق هرمز. ونددت الولاياتالمتحدة وعدد من دول الخليج باحتجاز السفينة البريطانية، ودعت إلى إطلاق سراحها؛ فيما أفادت وسائل إعلام بريطانية، بأن وزير الخارجية جيريمي هنت، "يعتزم تجميد الأصول الإيرانية، بعد احتجاز الناقلة البريطانية". هذا وتشهد الأوضاع في المنطقة توترا كبيرا على خلفية احتجاز بريطانيا لناقلة نفط إيرانية قبالة مضيق جبل طارق، بذريعة أنها كانت تنقل النفط إلى سوريا، الأمر الذي نفته طهران.