شغلت صواريخ إس 400 الروسية الشأن العسكري الدولي ، وأصبحت حديث الخبراء في المجال، خاصة وأنها تعد منظومة متطورة جدا، وتتفوق على صواريخ باتريوت الأمريكية كما ان هناك من يرى أنها تتفوق حتى على صواريخ ثاد الحديثة التي تعد جوهرة الدرع الصاروخية الأمريكية”.وفق تقرير سابق لقناة سي بسي الأمريكية. المنظومة التي عقدت الصين والهند وتركيا صفقات مع روسيا لشرائها وترغب بها أكثر من 13 دولة، منها السعودية وقطر والجزائر والمغرب ومصر والعراق وفيتنام، اثارت الكثير من الجدل ودفعت الولاياتالمتحدة الى التوعد بفرض عقوبات على مشتريها فلماذا تتخوف واشنطن من هذه المنظومة وهل سيقتنيها المغرب وكيف يمكنها التأثير على موازين القوى الإقليمية ؟.
يقول الخبير في السؤون العسكرية والاستراتيجية عبد الرحمان مكاوي إن صواريخ أس 300 واس 400 هي صواريخ فتاكة تصيب اهدافها بدقة ، ولهذا يعتبر صاروخ هذه المنظومة من الصواريخ الاستراتيجية الهجومية التي انتجها المركب الصناعي الحربي الروسي.
كما انها يضيف مكاوي في حديثه للأيام24 تواجه الطائرات النفاثة ويمكنها ضرب الأهداف الثابتة على الأرض .
وأكد مكاوي أن الأمريكيين يعتقدون أن الباتريوت أقوى ويصيب اهدافه ولكن مع القبة الحديدة التي انشأتها اسرائيل اظهرت انها اقل فاعلية من صواريخ اس 400 .
وأوضح الخبير ذاته، ان روسيا وضعت شروطا تعجيزية قد تحول دون شراء المغرب لهذه المنظومة ومن بينها إقامة قواعد صواريخ روسية، وبحضور خبراء روس ، وايضا ان لاتستعمل المنظومة ضد الدول التي تمتلك مثل هذه الصواريخ .
ومن اسباب تعليق المغرب للصفقة بحسب مكاوي هي الشروط التي ذكرت آنفا لأن المغرب يحرص على سيادته الوطنية وقطع مع القواعد العسكرية منذ زمن ، كما ان ابرز الأسباب الأخرى هي كلفة المنظومة المرتفعة التي تصل إلى 500 مليون دولار للبطارية الواحدة .
وكشف مكاوي في السياق ذاته ان الجزائرواسبانيا مارستا ضغوطا على روسيا كي تضع شروطا تعجيزية لاجهاض الصفقة. مشيرا الى ان الجارة الشرقية للمغرب تتوفر على الصاروخ ولكن بعض الدراسات تشير الى انها تتوفر على اس 300 فقط وليس 400 .
عقوبات أمريكية على الدول المشترية للصواريخ
وأشار الخبير ذاته إلى ان ادارة ترامب توعدت بمعاقبة المشترين لغرض اقتصادي محض حيث يسعى للضغط دون شراء هذه المنظومة من قبل بعض الدول الحليفة لأمريكا ، وذلك لأن القطاع العسكري الأمريكي يشغل نحو اربعين في المئة من الأيادي العاملة النشيطة.
وكشف مكاوي أن تركيا ضحت بصفقة طائرات الإف 35 المتطورة من أجل هذه المنظومة كما ضحت بنحو مئة طيار تركي تم طردهم من الولاياتالمتحدةالأمريكية. واوضح ان الروس يراهنون على خلخلة الحلف الشمال الأطلسي بخروج تركيا لشرائها هذه المنظومة ، اذ يرى الأميركيون أيضا أن منظومة "أس 400" لا تتوافق مع المعدات العسكرية الخاصة بحلف شمال الأطلسي الذي يضم أنقرة. كما ان حصول انقرة على المنظومة اقلق تل أبيب والتي تدخلت قبل سنوات للحؤول دون حصول ايران على منظومة اس 300 قبل ان تحصل عليها طهران في 2015، وتمكنت من تطويرها.
بقيت الإشارة إلى أن “إس-400” تستطيع، بفضل خواصها التقنية، التصدي لعدد أكبر من الأهداف البعيدة في آن واحد، بالمقارنة مع المنظومات الأمريكية المماثلة.