"سمكة متفجرة"، تسير بسرعة كبيرة بحيث لا يمكن رصدها، ثم تنفذ عملية انتحارية تصيب جميع البوارج والسفن الحربية وناقلات النفط السعودية والتابعة للتحالف بحالة من الارتباك في البحر الأحمر. بتلك الكلمات استهل تقرير موقع "كوفرت شورز" العسكري المعني بأخبار التحليلات العسكرية البحرية، تقريره عن قارب "السمكة المتفجرة" الذي صممه "أنصار الله" (الحوثيون) خلال الفترة الماضية للهجوم على السفن السعودية والتابعة للتحالف.
ورصد التقرير كافة التفاصيل والأسرار الخاصة بقارب "السمكة المتفجرة" الحوثي، الذي أشارت إلى أنه يتميز بأنه قارب من دون قائد مثله مثل السيارة الذاتية القيادة أو الطيارة دون طيار.
وظهر النوع الأول من "السمكة المتفجرة" في شتنبر 2018، ثم عمد الحوثيون إلى تطويره للهجوم على السفن التابعة للتحالف بقيادة السعودية من المناطق المحاذية للسواحل اليمنية في جنوبيالبحر الأحمر.
الصغير الخفي
وتم تصميم "السمكة المتفجرة" بحيث يكون حجمها صغيرا، وبناؤها الداخلي خفيا، بحيث يمكن إطلاق مقطورتها من أي شاطئ معزول، ولا يمكن اكتشافها بسهولة.
وتم تجهيز "السمكة المتفجرة" بفتحات هيكل كبيرة، بحيث يمكنها استيعاب حمولة متفجرات فقط.
Houthi and The Blow Fish threaten Tanker traffic in Red Sea: second 'blow fish' type unmanned low-profile explosive boat in Red Sea. https://t.co/sFu662CjQT pic.twitter.com/3kqn4jKC6y — H I Sutton (@CovertShores) 13 juillet 2019
أما الشكل الخاص ب"السمكة المتفجرة"، فتم تصميمه بحيث يشبه قوارب الصيد العادية، ما يمكنه من أن يكون متخفيا وسط قوارب الصيد الصغيرة الموجودة في أنحاء عديدة بالسواحل اليمنية.
منظومة الملاحة
ولا يحتاج إطلاق "السمكة المتفجرة" إلا شخصين، أحدهما يحرك السفينة كي تنطلق، وآخر يكون على سفينة صغيرة مجاورة لها لتوجيهها عن طريق نظام تحديد المواقع العالمي "GPS".
وبذلك تحتاج "السمكة المتفجرة" إلى قارب دعم، كي يساعد القارب المتفجر على الانطلاق، وتوجيهه بحيث لا ينجرف بعيدا عن الموقع المحدد له. ورجح الموقع أن الحوثيين يستخدموا مزيجا من منظومة AIS "نظام التعرف التلقائي على المواقع – المستخدم في أنظمة الملاحة البحرية الذي تصنعه السفن التجارية لأسباب تتعلق بالسلامة"، ومنظومة المراقبة القائمة على الشواطئ، لتحديد الأهداف التي تضربها "السمكة المتفجرة" بدقة، أو أشار التقرير إلى أنه ربما تكون "السمكة المتفجرة" تعتمد على منظومة ملاحية متطورة من نوع "LPV" القادرة على برمجة الهدف الذي تضربه بدقة شديدة.
كما رجح التقرير أنه يتلقى الحوثيون معلومات استخبارات من سفن دعم إيرانية، التي ترسو بشكل دائم على الجانب الآخر من خطوط الشحن الدولية القريبة من إريتريا.
وتوترت الأحداث في الخليج بصورة كبيرة، بعد سلسلة من الهجمات على ناقلات نفط قرب مضيق هرمز وفي خليج عمان، منذ شهر ماي، حملت واشنطن الحكومة الإيرانية مسؤوليتها، وهو ما نفته طهران.
كما قال التلفزيون السعودي قبل أيام على حسابه على تويتر إن بحرية التحالف بقيادة السعودية أحبطت محاولة للحوثيين لاستهداف سفينة تجارية في البحر الأحمر.
وبحسب وكالة الأنباء الرسمية السعودية "واس"، صرح المتحدث الرسمي لقوات "تحالف دعم إعادة الشرعية في اليمن" العقيد تركي المالكي، بأنه "في صباح هذا اليوم، تمكنت القوات البحرية للتحالف من إحباط محاولة "إرهابية" من قبل الميليشيا الحوثية لاستهداف إحدى السفن التجارية جنوبالبحر الأحمر بواسطة قارب مسير مفخخ بالمتفجرات".
وأضاف المالكي أن قوات التحالف "رصدت القارب المسير أثناء تحركه وتم اعتراضه وتدميره".
وشدد المالكي على أن "تهديد الملاحة والتجارة الدولية من قبل الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران يعد عملاً إرهابياً خطيراً"، مؤكداً أن "قوات التحالف ماضية في تحييد كافة القدرات العدائية الإرهابية للمليشيا الحوثية".
جدير بالذكر، أن ناقلتي نفط ترفعان علمي بنما وجزر مارشال استهدفتا، في شهر يونيو، في خليج عُمان، وتم إجلاء طاقم السفينتين.
وأوردت وسائل إعلام عالمية أن واحدة من السفن تدعى "فرونت آلتير"، ترفع علم جزر مارشال، اشتعلت فيها النيران بالقرب من خليج عمان.
بينما أعلنت شركة "بي أس أم" لإدارة السفن في سنغافورة، أن واحدة من ناقلاتها وتحمل اسم "كوكوكا كوريغوس" كانت هدفا ل"حادثة أمنية"، وأن أفراد الطاقم وهم 21 شخصا تركوا السفينة وتم إنقاذهم.
والشهر قبل الماضي، تعرّضت ناقلتا نفط سعوديّتان وناقلة نفط نرويجيّة وسفينة شحن إماراتية لأضرار في "عمليّات تخريبيّة" قبالة سواحل إمارة الفجيرة، حسبما أعلنت سلطات الإمارات.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس الجمعة إلى إجراء تحقيق لكشف الحقائق وتحديد الجهة المسؤولة عن الهجوم على ناقلتي نفط بخليج عمان.
وألقت الولاياتالمتحدة باللوم على إيران في الهجوم وهو ما نفته طهران. ووسط تصاعد حدة التوتر، قال غوتيريش إنه جاهز للتوسط إذا وافقت الأطراف المعنية على ذلك، لكنه استدرك قائلا: "في الوقت الراهن لا نرى آلية حوار ممكنة".