منح المنتخب الناميبي نظيره المغربي النقاط الثلاث في بداية مشاركته في بطولة كأس الأمم الإفريقية 2019، بتلقي مرماها هدفا بالنيران الصديقة في الدقيقة 89 من مباراتهما الأحد في انطلاق منافسات المجموعة الرابعة. وعلى وقع هتاف مئات المشجعين الذين حضروا في ستاد السلام في القاهرة، لم يقدم أسود الأطلس أداء على قدر التوقعات والآمال المعقودة، رغم التحفيز المتواصل بهتافات "إلعب يا مغرب" و"فيفا (عاش) المغرب".
وانتظر أسود الأطلس حتى الدقيقة 89 لتحقيق الفوز عبر اللاعب البديل إيتامونوا كيميوني (دخل الى الملعب في الدقيقة 80) الذي حول الكرة الى داخل مرماه بعد ركلة حرة جانبية نفذها حكيم زياش.
وافتقد المنتخب المغربي المتوج باللقب الإفريقي مرة واحدة في تاريخه (1976) في توفير النجاعة الهجومية المطلوبة والضغط الكافي، لاسيما عبر الأجنحة، في مواجهة منتخب متواضع يخوض النهائيات للمرة الثالثة، وفشل في تحقيق أي فوز في مبارياته الست السابقة ضمن نسختي 1998 و2008 (سجل أربع هزائم وتعادلين)، علما بأن إحدى هزائمه كانت أمام المغرب بالذات بنتيجة 1-5 في الدور الأول أيضا.
وعكس الأداء المغربي النتائج غير المشجعة التي حققها في المباريات التحضيرية، حيث تلقى خسارتين أمام زامبيا 2-3 وغامبيا صفر-1.
وقال اللاعب المغربي مبارك بوصوفة الذي اختير افضل لاعب في المباراة "نحن سعداء بالفوز وهذا هو الاهم اليوم، حتى لو أننا أ جبرنا على تحقيقه في نهاية المباراة مع بعض الحظ".
واعتمد المدرب الفرنسي للمنتخب هيرفيه رونار على تشيكلة قوامها ياسين بونو في حراسة المرمى، والقائد المهدي بنعطية وغانم سايس في قلب الدفاع، وأشرف حكيمي ونبيل درار في مركزي الظهيرين، وخط وسط تكون من يوسف آيت بن ناصر والمهدي بو ربيعة في الوسط، مع حكيم زياش ونور الدين امبراط ومبارك بوصوفة، ويوسف النصيري في مركز رأس الحربة، بينما بقي يوسف بلهندة خارج التشكيلة الأساسية لعدم تعافيه من إصابة في الكاحل تعرض لها قبل أيام.
وقدم المنتخبان عرضا مخيبا على مدى المباراة لاسيما في الشوط الأول منها، خلا من أي فرص خطرة جدية على المرميين. واقتصرت المحاولات على تسديدة لنبيل درار من على مشارف المنطقة حولها حارس ناميبيا لويدت كازابوا الى ركنية (11)، رد عليها قائد المنتخب رونالد كيتجيريري بعد ست دقائق بتسديدة عالية عن مرمى ياسين بونو.
وبعد محاولة من يوسف النصيري من داخل منطقة الجزاء عندما هيأ الكرة على صدره وسددها بعد الالتفاف باتجاه المرمى لكنها أتت عالية، كانت لزياش محاولتان من خلال التسديد البعيد دون نجاح، أولهما في الدقيقة 23 أرضية ضعيفة من خارج المنطقة، والثانية قوية من داخلها (37) أوقفها حارس المرمى الناميبي بنجاح.
وفي الشوط الثاني، تحرك المنتخب المغربي بشكل أسرع، وبدأ الفترة من حيث أنهى الشوط الأول، بتسديدة بعيدة من زياش بالقدم اليسرى التقطها كيتجيريري (52)، أتبعها أشرف حكيمي بعد خمس دقائق بتسديدة قوية من خارج المنطقة أخطأت المرمى.
وسعى رونار الى تعزيز خط الهجوم من خلال الدفاع بسفيان بوفال بدلا من مهدي بو ربيعة في الدقيقة 58، ما انعكس دفعا فوريا لخط المقدمة المغربي، اذ كسب بوفال سريعا ركلة ركنية، وسدد نحو المرمى بعد دقيقتين من دخوله، اثر مراوغته الدفاع على مشارف المنطقة، لكن كرته كانت بين يدي الحارس الناميبي.
وبعد نحو عشر دقائق، أخرج رونار لاعب خط الوسط يوسف آيت بن ناصر ودفع بكريم الأحمدي بدلا منه، في وقت واصل المنتخب الناميبي الاعتماد على بعض المحاولات المرتدة الخجولة التي لم تشكل أي تهديد يذكر لمرمى ياسين بونو.
وفي الدقيقة 71، سنحت للمغرب أبرز فرصه حتى ذاك الوقت، من خلال تسديدة أرضية لزياش من مسافة قريبة ارتدت من دفاع ناميبيا وكادت تغالط حارس المرمى، لكنه تمكن من إبعادها بقدمه وهو على الأرض.
وواصل بوفال محاولته الإمساك بمحورية خط الهجوم، وسدد من بعيد في الدقيقة 74، لكن كرته الأرضية مرت بعيدة عن القائم الأيمن، وأتبعها بمجهود فردي ومراوغة الى داخل المنطقة (78)، قبل تمريرة قطعها الدفاع.
ودفع رونار بآخر أوراقه بعد ثوان، بإخراج النصيري وإدخال مهاجم الزمالك المصري خالد بوطيب الذي لقي تشجيعا كبيرا من المشجعين.
وكرر بوفال محاولاته نحو المرمى، بتسديدة من على حافة المنطقة مرات بجانب القائم الأيسر (79).