يدفع صمت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم حول مغادرة عبد الرزاق حمدالله معسكر المنتخب المغربي إلى كثير من الاستغراب وخاصة بعد البلاغ الذي كذّبه اللاعب بفيديوهات له وهو يخضع لتمارين شاقة. هل كذبت الجامعة ؟ سؤال يفرض نفسه في ظل غياب أي رد من الجهاز الوصي على كرة القدم المغربية بعد البلاغ الذي زعم أن الهداف التاريخي للدوري السعودي مصاب في الظهر والورك ولذلك لن يكون حاضرا مع المنتخب الوطني.
البلاغ إياه يحيلنا محتواه مباشرة إلى طبيب المنتخب عبد الرزاق هيفتي الذي وكأي طبيب أدى "قسم أبقراط" وأقسم على أن يعمل على نفع الناس بعلمه لا أن يؤذيهم به، وما فيديوهات حمدالله التي نشرها عبر حسابه في تطبيق "انستغرام" إلا تكذيب قاطع لادعاء إصابته في ظهره، خاصة وأنه ظهر بلياقة بدنية عالية يتمرن على عضلات يصعب تمرينها وتحتاج لطاقة كبيرة وقدرة على التحمل.
وإن غياب حمد الله عن المنتخب المغربي لخسارة كبيرة لمجموعة هيرفي رونار التي لا تتوفر سوى على مهاجمين هما خالد بوطيب ويوسف النصيري اللذان يملكان معدلا تهديفيا ضعيفا جدا، وكان حريا بالجامعة في شخص رئيسها فوزي لقجع التدخل لتهدئة الأجواء والخروج إعلاميا لتوضيح ما لا يعرفه إلا الحاضرون في معسكر المعمورة حتى لا يسمح للإشاعة بالتناسل والانتشار.
وتسبب صمت الجامعة في تداول كثير من الروايات بشأن السبب الحقيقي وراء حزم حمدالله لحقائبه ومغادرة المعسكر بعد المباراة الإعدادية أمام غامبيا، فبين من يقول إن خلافا نشب مع فيصل فجر ومن يتحدث عن استهداف خطير بغرض إصابته بكسر كان وراءه يونس بلهندة في التداريب وآخرون يقولون إن مجموعة داخل المنتخب يقودها المهدي بنعطية ومبارك بوصوفة وراء إقصاء حمدالله والتآمر عليه لإخراجه من هدوئه ومحاولة إظهاره في صورة سيئة، لا زالت الاشاعات تتناسل ولا من يتحرك ليضع حدا لها.
الجامعة الملكية المغربية متهمة بالكذب ! ما لم تخرج وتؤكد بالدليل صحة ما جاء به البلاغ المذكور إذ لا يمكن للطبيب أن يكشف عن طبيعة الإصابة ويحسم في أمر منع اللاعب من التمرن إلا بفحص طبي.
والورطة الحقيقية هي كيف يمكن أن تقنع الاتحاد الافريقي أن يحذف اسم حمدالله ويعوضه بعبد الكريم باعدي بدون أن ترسل ملفه الطبي الذي يؤكد الإصابة.