غادر النجم عبد الرزاق حمد الله المعسكر الإعدادي للمنتخب الوطني المغربي بالمعمورة، بعدما كشف أنه تعرض لمضايقات عديدة وكان يشعر بعزلة في المعسكر، آخرها ركلة الجزاء التي رفض اللاعب فيصل فجر أن يترك تنفيذها لمهاجم النصر السعودي. لتفكيك خيوط هذه القضية المتشعبة لابد من الرجوع لأول مرة وجه فيه المدرب الفرنسي هيرفي رونار الدعوة لحمد الله، في مبارتي مالاوي والأرجنتين، حيث لم يستسغ حمد الله الطريقة التي حاول بها رونار مراقبته في أفق ضمه لكتيبة الأسود، ففي الوقت الذي يتنقل رونار شمالا وجنوبا في أوروبا من أجل مشاهدة المحترفين، قرر استفسار نور الدين أمرابط، زميل حمد الله في الفريق هاتفيا عن قدرات اللاعب ومدى قدرته على الانسجام في المجموعة، وهي الخطوة التي أثارت استياء حمد الله ورفض الانضمام للمعسكر بداعي "ظروف عائلية".
ثاني الأسباب التي فجرت هذا الصراع، حسب مصادر موثوقة ل"الايام 24" من داخل معسكر الاسود، هو برود العلاقة بين اللاعبين وحمد الله، زادها بلة، تدخل عنيف من أحد اللاعبين على نجم النصر في التداريب، والضغط عليه نفسانيا، مما جعله يكشف عن عدم ارتياحه داخل المعسكر، وهو الذي دأب على لعب دور البطولة في ناديه.
قد يقول المتتبعون إن رفض فيصل فجر ترك ركلة الجزاء لحمد الله لتنفيذها جاء بعد تعليمات المدرب هيرفي رونار، الذي اختار الأسماء مسبقا، ولكن الطريقة التي تعامل بها فجر، حسب مصادر مقربة، ورد فعل اللاعبين بعد المباراة، في مباراة ودية، أثارت غضب حمد الله الذي كان يمني النفس في تسجيل هدف يثبت أقدامه ويزيده ثقة من أجل الاندماج بشكل أسرع.
وعلمت "الأيام 24" أن حمد الله بدا منزعجا كذلك من توظيفه رفقة النصيري، تارة مهاجمين صريحين، وتارة النصيري على الرواق الايسر، وهو ما فوت عليه فرصة الانفراد بمربع العمليات، خصوصا بعدما تم إبعاد أمرابط، صديقه، وتوظيفه كظهير أيمن، أسباب من بين أخرى عجلت في اتخاد حمد الله قرار ترك المعسكر وربما نهاية قصته مع المنتخبات الوطنية، التي عاش فيها أوقاتا صعبة من الأولمبي إلى منتخب الكبار.