أصدر أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، أمرا بتعيين سفير "فوق العادة"، بالعاصمة الرباط بعد أيام من انتهاء مهام السفير السابق بالمغرب عبد الله بن فلاح الدوسري. ونشرت وكالة الأنباء القطرية "قنا" بيانا، يعلن فيه أمير قطر إصداره قرارا أميريا برقم "21 لسنة 2019"، خاص بعلاقات بلاده مع المغرب.
وجاء في هذا القرار أن أمير قطر قرر تعيين، فهد إبراهيم الحمد المانع، سفيرا "فوق العادة" مفوضا لدى المملكة المغربية.
وتعد مرتبة السفير ''فوق العادة'' مرتبة دبلوماسية هي الأعلى في مراتب السفراء؛ تُمنح عادة لشخص مكلف بمهام خاصة لبلده لدى بلدان أخرى أو منظمات دولية، وتمكّنه غالبا من إمكانيات استثنائية لأداء مهمته.كما ان هذه الرتبة تفوض الشخص بالقيام بخدمات خاصة ذات إمكانيات غير عادية، فيعطى من الصلاحيات ما يتمكن بها من القيام بمهات عديدة كأن يكون سفيرا لدولته في أكثر من دولة.
ويأتي هذا القرار، بعد زيارة قام بها وزير الخارجية ناصر بوريطة، إلى العاصمة الدوحة، والتقى فيها تميم بن حمد آل ثاني، ونقل خلالها رسالة من الملك محمد السادس.
وشملت جولة بوريطة الخليجية كذلك الكويت والسعودية والبحرين وسلطنة عمان، ولم تشمل الإمارات، وذلك في 8 أبريل الجاري.
ويأتي تعيين السفير القطري في سياق تحولات إقليمة بارزة مع تغير واضح في علاقات المغرب بدول الخليج، وبروز أزمة معلنة بين الرباط و ابو ظبي التي لم تعوض منصب سفيرها علي سالم الكعبي الشاغر منذ أيام حتى الان. ويأتي تعيين سفير قطري فوق العادة بالرباط ايضا، لتعزيز التعاون الثنائي بين الرباطوالدوحة، خاصة وأن موقف المغرب من الأزمة الخليجية التي اندلعت في يونيو من العام 2017 ، ظل ثابثا وعبر عن ما اسماه حيادا ايجابيا، ولم ينحز للدول التي حاصرت قطر، كما انه ارسل مساعدات غذائية تزامنت مع شهر رمضان، بل إن الملك محمد السادس قد توجه شخصيا عبر طائرته من ابو ظبي، نحو الدوحة في نونبر 2017، وهي رحلة احتفى بها لقطريون الذين وجهوا الشكر للملك محمد السادس، ودشنوا وسما على تويتر تحت عنوان كاسر_الحصار_محمد_السادس.
بين كل هذا وذاك تبقى علاقات الرباط بدول الخليج تاريخية، رغم الوعكات الصحية التي أصابتها مؤخرا ، خاصة مع محور ابو ظبي الرياض، التي تتحرك لترميم التصدع مع الرباط، وهي قطعا علاقات ستحتاج لأشهر كي تتعافي، فيما ازدادت علاقات الرباط مع محور الدوحةالكويت تماسكا.