مازالت جبهة البوليساريو، تصر على محاصرة ساكنة مخيمات تندوف بالدبابات العسكرية منذ أزيد من ثلاثة أسابيع، وتعيق حركة المرور، مما أدى إلى ارتفاع منسوب الاحتجاجات داخل المخيمات وأربك قيادة الجبهة والنظام الجزائري الذي يتخبط بدوره في أزمة سياسية. في هذا الإطار، قال نوفل البعمري المحلل السياسي المختص في قضية الصحراء المغربية في تصريح ل"الأيام24"، أنه منذ الجمعة تعيش المخيمات بتندوف على وقع تحركات ميلشيات لمحاصرة المحتجين الذين أعلنوا عن تنظيمهم سلسلة احتجاجات كبيرة بمختلف مخيمات تندوف من أجل حقهم في التنقل، ولمواجهتها تم تحريك آليات عسكرية ثقيلة لمواجهة وقمع المحتجين. وأكد البعمري، أن الوضع خطير ومؤشر على تحول في تعاطي البوليساريو مع مختلف التحركات التي يقوم بها المحتجون، مبرزا أنها تتزامن أيضا مع القمع الذي يطال الشباب الجزائري.
وأوضح المحلل السياسي في حديثه للموقع، أن الوضع بالمخيمات لا يمكن فصله عما يحدث بالجزائر من تطورات سياسية، خاصة وأن تحريك الآليات المليشياتية لا يمكن أن يتم دون دعم و موافقة النظام الجزائري خاصة جناحه العسكري الذي سيطر على الحكم و كان دائما يستغل ورقة المخيمات في صراعه الداخلي حول السلطة .
لذلك، يؤكد البعمري، فإنه كلما اشتد الضغط على عسكر الجزائر سيزداد القمع بالمخيمات، وما يزيد الوضع خطورة هو غياب آية حماية دولية لساكنة المخيمات، ولولا الصور التي يتم التقاطها خلسة وتسريبها من المخيمات لما عرف العالم ما يحدث هناك من هذا التحول الذي يؤكد أن قيادة الجبهة لن تتورع في قتل ساكنة المخيمات واستعمال الأسلحة الثقيلة للحفاظ على مصالح النطام العسكري الجزائري.